لها عالمها الخاص الذي جذب إليه الأنظار، تجيد رسم الوجه الإنساني محمَّلاً بطاقات كبيرة من الدلالات الموحية، مستغلّة براعتها في استخدام الألوان، التي تعكس الحالات المزاجية للوجه الذي ترسمه، فالفنانة نعيمة السبتي من الفنانات المغربيات المتمكنات، استطاعت أن تحفر اسمها المؤثر إبداعاً في الحركة التشكيلية المغربية والدولية، وقد أقامت عدة معارض داخل وخارج المغرب، ركزت فيهم على الثقافة و المرأة.
وتعتبر الفنانة نعيمة السبتي من أهم جيل الوسط في الحركة الفنية المغربية، فهي فنانة متمكنة، وهي تطل علينا في معرض مونبلييه بتجربة غاية في التميز، إذ أضافت الحضور الإنساني الى أعمالها ذات الفرشاة المفعمة بالحيوية، التي تعتمد على التقاط الصدفة المقصودة، وبتداخل العنصر الإنساني مع ضربات الفرشاة، لتنتج في النهاية أعمالاً غاية في التميز.
سألتها: “في معرضك الأخير ثمة تداخل بين وجه المرأة والأسطورة، وفي بعض اللوحات تختارين الثقافة المغربية الأصيلة، أي أن هناك عوالم كثيرة متداخلة… فكان جوابها:
“للجسد الإنساني منافذ وأدوات تعبير واتصال بالعالم وبالآخرين، لذا أحاول التعبير عن المرأة وما تتعرض له من ظروف وصعوبات في إطار المحيط الذي تحيا فيه. أما بالنسبة الى استخدام الثقافة المغربية في لوحاتي، فأنا من سكان المغرب وسرغينية الأصل، هذه المدينة التي أعشقها منذ صغري، والثقافة المتأصلة تمثل لي الأفق المفتوح. ولا أخفيك سراً حين أقول إن الثقافة المغربية، تمثل لي عشقاً خاصاً أحاول أن أستفيد منها واستخدامها في أعمالي، فهي بالنسبة إليّ كيان أسطوري وغامض، يمكن تحميله دلالات متعددة، والعشق بالفعل موجود في أعمالي كلون وإيقاع، فالمتأمل في أعمالي يشعر على الفور بتأثير العشق فيها”.
وحول دلالة إطلاق أسماء كثيرة على لوحاتها، أوضحت قائلة:
“أنا قادمة من عشق كبير للأسطورة ومكوناتها وتأثيرها، وأحب الرموز القديمة بما تحمله من دلالات، وما زالت صالحة حتى هذه اللحظة، وفي الوقت ذاته المرأة تشغلني، فأحاول بكل قوة، سواء بالرسم أو بعناوين اللوحات، التشديد على إبراز الجوانب المختلفة للمرأة خلال مسيرتها في كل العصور”.
وتحدثت عن تجربة إقامتها لمعارض وورشات إبداعية في المغرب وخارجه، وتحديداً في مونبلييه بفرنسا، مؤكدة:
” كانت لي تجربة التجول بأعمالي، في إطار معارض تطوف عدداً من المدن المغربية والخارجية، وأشعر أن في هذه المدن جمهوراً متعطشاً للثقافة والفن، من هنا جاءت فكرة أن أقيم معارض في الخارج وخصوصا بفرنسا..”.
> بقلم: عبد المجيد رشيدي