لا شك أن تاريخ مدارس المغرب، خاصة الثانويات، هو جزء من تاريخ البلاد الحافل بالأحداث. كما أن البحث في ذاكرة المدارس القديمة بالمملكة، قد ينبش في المتخيل الجميل لعدد من أفراد الأسرة التعليمية ولدى عدد من الأجيال التي تخرجت على أياديهم.
فالكثير من المغاربة، ستتحرك في دواخلهم ذكريات من زمن قد مضى، سواء تعلق الأمر بالتلاميذ، أو الذين عملوا بهذه المؤسسات.
ثانويات، منها التقنية والعلمية والأدبية وغير ذلك، كل واحدة لها مكانة في قلوب الملايين من المغاربة، ويتقاسمون فيها ذكريات كثيرة.
بيان اليوم، تستعرض تاريخ أهم الثانويات، تدقق في تفاصيلها، وتستعيد أهم الأحداث فيها، وتقف على محطات رئيسية في مسارها، وتذكر بأسماء كثيرة تخرجت منها.
ثانوية ابن خلدون بآسفي..
تمثل ثانوية ابن خلدون بآسفي ذاكرة تاريخية لهذه المدينة العريقة، ومؤسسة تخرج منها العديد من الأطر في مجالات متعددة ثقافية رياضية وفنية …
لقد تأسست ثانوية ابن خلدون في 01/01/1952 وفتحت ابوابها في 01/10/1952 مساحتها تبلغ حوالي 33.807 متر مربع وتحتل موقعا استراتيجيا تجاور مقر ولاية الامن والدرك الملكي والقوات المساعدة. وتعتبر أول ثانوية بآسفي تستقبل تلميذات وتلاميذ اقليمي آسفي واليوسفية بحكم توفرها على داخلية تأوي 420 تلميذ وهي أكبر داخلية في اقليم آسفي. ويتابع دراسته بثانوية ابن خلدون حوالي 1836 تلميذة وتلميذ.
وبخصوص البنية التحتية للثانوية فهي تضم 45 قسما موزعين كالتالي:
الجذوع المشتركة: 9 علمي و3 آدبي و1 مهني (الصناعة)
الأوليات: 1 علوم تجريبية عدد 7 واولى علوم رياضية عددها 1 واولى علوم انسانية عددها 2 وعلوم شرعية عددها 2
الثانيات: الثانية آداب 2، الثانية علوم انسانية 2، علوم شرعية 2، آداب اللغة العربية 1، علوم الحياة والأرض 3، علوم فيزيائية 8، علوم رياضية 1.
وفي اتصال مباشر بعجنكان رضوان منسق برنامج التربية البدنية وبتنسيق مع عاطف بيضون مدير ثانوية ابن خلدون، وجوابا عن سؤال حول انشطة المؤسسة أكد لنا المنسق بان الثانوية حصلت على جوائز قيمة وتبوأت مراتب متقدمة في البطولة الاقليمية في العدو الريفي، كرة اليد وكرة الطائرة واحتلت المرتبة الاولى في البطولة الإقليمية والجهوية في مسابقة السيرة النبوية وكذلك مسابقة في التجويد. وفاز تلامذة الثانوية بميداليات في العاب القوى والجري كما شاركوا في نهائي كرة القدم البطولة الاقليمية.
وبالموازاة و من اجل تفعيل الحياة المدرسية تم احداث اندية تربوية تتوخى تعزيز وظيفة المؤسسة كفضاء لغرس القيم النبيلة و ترسيخ ثقافة حقوق الانسان و التسامح ..
ومن هذه الاندية نذكر نادي الصحة والبيئة والنادي الادبي والرياضي ونادي الفكر الاسلامي اضافة الى خلية الانصات.
ووعيا من الادارة التربوية بأهمية الشراكات كقيمة مضافة لدعم الجوانب التكوينية والبيداغوجية، ابرمت ثانوية ابن خلدون شراكات مفيدة أبرزها مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط بموجبها استفادت الثانوية من بعض الاليات ودعم مالي وظف في البستنة والبيئة. وتفتح الثانوية باب الداخلية في وجه المجتمع المدني مقابل تقديم هذا الاخير لخدمات في مجال البيئة.
لقد ساهمت ثانوية ابن خلدون بآسفي كمعلمة مضيئة ولعدة قرون من الزمن في تكوين الكفاءات في مختلف التخصصات. وفي هذا المجال أمدنا واردي استاذ اللغة الفرنسية بقائمة تتضمن اسماء من هذه الكفاءات وهي:
عكار محمد كاتب الدولة سابقا
حانون محمد مدير اكاديمية سوس ماسة
وبخصوص العمال والولاة:
البجيوي عبد الفتاح: والي جهة دكالة عبدة سابقا وعامل اقليم آسفي حاليا
محمد عسيلة: عامل سابقا
البطحاوي يونس: عامل اقليم الحوز سابقا وهو الآن ملحق بوزارة الداخلية
بنشريفة عبد ا للطيف: عامل سابق مكلف بتعيينات العمال وهو الآن ملحق بوزارة الداخلية.
حين الرحموني: عامل سابق بالدارالبيضاء.
وفي المجال العسكري نذكر الجنرال المتقاعد محمد بحسي.
وفي مجال السينما: نوفل براوي.
وفي الرياضة الأخوان بولامي خالد و بولامي ابراهيم.
وفي مجال الصحافة والأدب نذكر: المهدي الكراوي صحفي بجريدة المساء، منير الرحموني صحفي بجريدة لوبينيون (صفحة الشباب)، سعيد لقابي، محمد احبيبي (قاص).
وفي مجال الزجل: ادريس بلعطار.
وبالبرلمان نسجل حضور البرلماني ادريس التمري استاذ الرياضيات سابقا بثانوية ابن خلدون اضافة الى عبد الجليل البدوي رئيس المجلس البلدي حاليا وهو تلميذ سابق بالثانوية ثم المرحوم عبد الله الولادي بالجمعية المغربية لحقوق الانسان وللذكرى كذلك نستحضر الاستاذ التهامي الوزاني وهو من بين المغاربة الأوائل الذين اسندت لهم مهمة تدبير ادارة ثانوية ابن خلدون وهو اديب ومهتم بالأدب والمنشورات والصور. وقد سبق للمرحوم ان قدم لجلالة المغفور له الحسن الثاني مطبوعا عبارة عن مجموعة صور نادرة عن مدينة آسفي العريقة.
وبخصوص الاساتذة الذين مروا بابن خلدون وساهموا في تكوين الاجيال نذكر: الأخوان بنشريفة، وحدية مصطفى استاذ جامعي والاستاذ المداسني ومحمد الامراني استاذ جامعي، ومحمد بوشارب والديالمي عبد الصمد مختص في علم النفس والاجتماع له عدة مراجع مفيدة في الفلسفة.
وخلاصة القول فثانوية ابن خلدون تمثل بحق ذاكرة لأسماء تركت بصماتها بمدينة آسفي وخدمت بتفان وروح المسؤولية في تكوين الاجيال. فمهما تكلمنا عن هذه الثانوية العريقة فلن نستوفي حقها .
خليل البخاري