مهرجان فاس الأول للدبلوماسية وفنون الطبخ

تحتضن مدينة فاس خلال الفترة ما بين 14 و 17 أبريل  الجاري مهرجان فاس الأول للدبلوماسية وفنون الطبخ تحت شعار ” ديبلوماسية المائدة  والثقافات المتوسطية في خدمة السلم ” بمشاركة العديد من المتخصصين الكبار من  المغرب والخارج. وسيعرف هذا الحدث الثقافي والفني الدولي الذي تنظمه وكالة الهندسة الثقافية  (برشمان كونسيبت) مشاركة العديد من الطباخين والمتخصصين الذين ينتمون لبلدان حوض  البحر الأبيض المتوسط والذين سيقدمون إبداعاتهم وابتكاراتهم في مجال الطبخ وفنون  المائدة.
 كما ستتميز هذه التظاهرة بتنظيم لقاءات وندوات وعرض أشرطة وتنظيم معارض وحفلات  عشاء ستخصص لفتح حوار بناء ومثمر بين المشاركين حول مجمل القضايا والمواضيع التي  تهم حاضر ومستقبل بلدان منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط .
وسيحتفي المهرجان الذي تشارك فيه العديد من الشخصيات المرموقة المعروفة  باهتمامها بفنون الطبخ وأسرار المائدة من بينهم كارلوس فالكو نائب رئيس الأكاديمية  الملكية لفنون الطبخ بإسبانيا والشاف إيناكي غامبا والدبلوماسي السابق بمنظمة  الأمم المتحدة كاليس برون، إلى جانب متخصصين في المائدة وفنون الطبخ والمنتوجات المحلية من العديد من الدول بالموروث الحضاري والثقافي لفنون الطبخ، في الحضارات  العربية والأندلسية والأمازيغية والعبرية وكذا بمنطقة فاس مكناس.
 وحسب المنظمين، فإن الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة سيعرف تنظيم معرض للخرائط  والبطائق التي يتضمنها مؤلف ” كتاب روجي” لمؤلفه الجغرافي المغربي الإدريسي. وسيشكل الحفل الذي سيتم تنظيمه ليلة الافتتاح كما الحفلات الأخرى التي ستنظم خلال  أيام المهرجان خاصة حفلات الفطور الأمازيغي والعبري، مناسبة لتبادل الأفكار والرؤى  حول العديد من المواضيع والقضايا التي تكتسي راهنية، ستتخللها وصلات موسيقية، تعكس غنى وتنوع الثقافات المتوسطية الممثلة في هذه التظاهرة الدولية.
 وسيشارك في الحفلة الأولى من هذا الحدث الثقافي والفني مجموعة من المتخصصين  الكبار في فنون المائدة من بينهم: مريم الشرقاوي وإيناكي غامبا وموغاي كاكون وفاطمة  أمحزون وغيرهم.
 كما سيقوم بعض الفنانين من بينهم ماكسيم كاروتشي وعائشة رضوان وحبيب يامين  ولويس غاليغو كوربيلا وفيرنانديز باتشيكو بتقديم ترانيم ووصلات موسيقية تمتح في  المشترك بين الثقافات المتوسطية
 وحسب فوزي الصقلي رئيس وكالة الهندسة الثقافية (بارشمان كونسبت ) فإن هذه التظاهرة الثقافية والفنية تكتسي أهمية كبيرة بالنظر لخصوصيتها، لأنها تجمع ما بين الدبلوماسية وفنون المائدة والطبخ، مشيرا إلى أن هذا المهرجان جاء ليعزز ويدعم باقي التظاهرات الفنية الدولية الكبرى التي تحتضنها العاصمة العلمية والروحية للمملكة منذ سنوات كمهرجان فاس للثقافة الصوفية ومهرجان الموسيقى العالمية العريقة وغيرها .
 وقال إن مهرجان فاس الأول للدبلوماسية وفنون الطبخ سيشكل حدثا دوليا للاحتفاء بالثقافات المتوسطية وبخصوصياتها ومكوناتها، خاصة في مجال فن الطبخ وأسرار المائدة وذلك بهدف تثمين الموروث التاريخي والحضاري لضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط والاحتفاء بالمشترك، بين هذه الثقافات مع تكريس حوار عميق وبناء بين مختلف أبناء الضفتين.
 وأشار إلى أن المنظمين لهذه المبادرة يسعون إلى جعلها فضاء لبحث ومناقشة مختلف القضايا والانشغالات التي تهم منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، عبر مختلف الحقب التاريخية وكذا التحولات العميقة التي تعيشها وقضاياها الراهنة.
 وأضاف أن منظمي هذا الحدث الثقافي والفني الدولي، سيحاولون خلال هذه الدورة تتبع مسارات الجغرافي المغربي الإدريسي من خلال كتابه الشيق ( كتاب روجي) الذي كتبه في القرن 12 بطلب من الملك روجي الثاني ملك صقلية والذي يتضمن العديد من الخرائط والمعلومات والبيانات العلمية المدققة حول منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط .
 كما يقدم هذا الكتاب معلومات عن التبادل والتلاقح بين الثقافات والديانات خلال فترة تميزت بتحولات عميقة وعرفت تجاذبات بين الشرق والغرب طبعت ما يمكن تسميته في تلك الفترة بالحضارة المتوسطية.
 وحسب ورقة تقديمية للمهرجان فإن هذه التظاهرة الدولية ستحتفي بالعديد من المدن والمراكز المعروفة بضفتي حوض المتوسط ومنها فاس الحاضرة التي ازداد بها الرحالة الجغرافي الإدريسي وشكلت منطلقا لرحلته التي جاب خلالها الآفاق وإشبيلية رمز الأندلس التي احتفى بها الإدريسي وقدمها كأرض للسلام والتعايش ومونبوليي جنوب فرنسا التي شكلت محطة أساسية ومحورية ضمن رحلته.
 كما سيتم الاحتفاء ببرلين، تكريما للملك روجي الثاني وباليرمو، التي كتب بها الإدريسي مؤلفه، والتي كانت إحدى العواصم المعروفة بتعايش وتلاقح مختلف الثقافات والديانات، إلى جانب إسطنبول التي تميزت بدورها كحاضرة للعلم والثقافة، ثم بيروت كملتقى ثقافي وحضاري لحوض المتوسط.

Related posts

Top