في فاتح شتنبر سنة 1958 وقعت الجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية الميلاد بمبادرة من ولي العهد آنذاك مولاي الحسن – جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني، القائد الأعلى للجيش الملكي، وتم تأسيس النادي الرياضي بظهير شريف.
وترمي المبادرة في فلسفة ولي العهد إلى إحداث مؤسسة تربوية رياضية متعددة الفروع بهدف التنقيب على المواهب وتأطيرها وتكوينها لتغذية مختلف المنتخبات المغربية، يكون نادي الجيش الملكي لجميع المغاربة.
وبعد موسم فقط عاشه في القسم الثاني، عندما عوض فريق أمل مراكش المندثر حقق فريق الجيش الملكي لكرة القدم الصعود إلى القسم الأول، معتمدا على مدربه الأول محمد أنور الشتوكي اللاعب السابق لفريق الوداد الذي ساهم في جمع التركيبة البشرية الأولى.
وإلتحق فريق الجيش الملكي بالقسم الأول بتشكيلة مميزة تضم كل من حسني بنسليمان، وبناصر، وبوطاهر، ومصطفى، والعماري، وزناية، وبلمجدوب، وعزوز، والزموري والحسن… وفي ذات الموسم أحرز الفريق لقب كأس العرش عقب الفوز في النهائي يوم 13 أبريل 1959 الذي جمعه بفريق المولودية الوجدية بالملعب الشرفي، بهدف دون رد، حمل توقيع الكولونيل الحسين الزموري في الدقيقة 18، وكان يشرف على تدريب الفريق المدرب الأول محمد أنور الشتوكي.
وبعد ذلك إلتحق بالفريق المدرب الفرنسي كي كليزو الذي كان حارسا للمرمى وإستمر معه لمدة 17 سنة (من 1959 إلى 1969 ومن 1974 إلى 1986، وأحرز فيها على 12 لقب وموازاة مع تدريب الفريق العسكري عينه المغفور له الحسن الثاني مدربا للمنتخب الوطني الأول، وحقق معه التأهل التاريخي إلى كأس العالم في دورة المكسيك 1970، وتعذر عليه المشاركة في المونديال بسبب تعرضه لوعكة صحية، وتم تعويضه بالمدرب اليوغوسلافي ڤيدينيك.
وقاد الفرنسي كليزو فريق الجيش الملكي للمشاركة في كأس إفريقيا في إنجاز غير مسبوق كما ساهم في تأسيس مدرسة النادي، وفي غشت 1962 شارك فريق الجيش الملكي في منافسات كأس محمد الخامس وإنهزم في دور النصف أمام فريق رانس الفرنسي الذي كان يلعب له المغربي حسن أقصبي.
وفي مباراة الترتيب تألقت العناصر العسكرية وهزمت فريق ريال مدريد بحصة 4 – 3 والأهداف من توقيع اللاعبين مختطف (هاتريك) في د 18 و د 49 و د 67 ومخلص في د 55، وذلك في واحدة من مبارياته التاريخية.
ويحظى نادي الجيش الملكي بمكانة مميزة في المجتمع الرياضي بأجياله من المواهب والطاقات ومسيريه من رجال القوات المسلحة الملكية الذين يوفرون له جميع الإمكانيات وذلك في المقر بغابة المعمورة – سلا، حيث تعاقب على تأطير الفريق مجموعة من المدربين من مدارس مختلفة مغاربة وأجانب، ويبقى المدربان أنور الشتوكي اللاعب الدولي بالوداد والمنتخب الوطني، وكذا الفرنسي گي كليزو الأولان اللذان عاشا البداية، وأطول فترة هي التي اشتغل فيها كليزو، وكان ينعم بعطف جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله وفي تواصل مستمر معه حول أحوال الكرة في الفريق العسكري والمنتخب الوطني، وعشق المغرب وأنذر حياته لخدمة كرة القدم الوطنية وإستمر حتى وفاته في 20 فبراير 2007، حيث دفن جثمانه في كاتدرائية سان بيير المقبرة المسيحية باكس بحي العكاري بالرباط.
فريق الجيش الملكي 62 سنة في الوجود والحضور المميز في المجتمع الرياضي وفي رصيده ثلاثون لقبا: البطولة الوطنية (12 لقب)، كأس العرش (11 لقب)، كأس السوبر (04 ألقاب)، دوري الأبطال، ودوري القسم الثاني، وكأس الكاف (لقب واحد).
ويحمل في مدار الكرة لقب الزعيم تدعمه جماهير غفيرة في الرباط و مختلف مدن البلاد وحتى خارج الوطن، واحتل النادي العسكري المركز التاسع عشر في تصنيف الكاف لنادي القرن العشرين استنادا إلى نتائج الأندية في المسابقات الإفريقية في القرن العشرين، وتكمن قوة النادي في اكتشاف المواهب مع التكوين وعلى امتداد الـ 62 سنة، نجده قدم أجيالا من النجوم و الطاقات ممن برزوا في الفريق العسكري والمنتخب الوطني في الوطن وخارجه والأسماء كثيرة في جميع الفروع، مما يجعل من المؤسسة مدرسة وطنية للتربية والرياضة والتنمية البشرية والجمعية الرياضية للقوات المسلحة الملكية مدرسة وطنية في الرياضة والإبداع عامة وركيزة أساسية في صرح الرياضة بالبلد أنجبت لاعبين ومؤطرين ومسيرين وفاعلين في مجال الرياضة والأمل أن تستأنف التتويج بالألقاب في الحاضر والمستقبل.
محمد أبوسهل