نجوم رياضية ساطعة -الحلقة 16-

تزامنا مع حلول شهر رمضان المبارك، وككل سنة دأب القسم الرياضي لجريدة “بيان اليوم”، على نشر حلقات يومية تتحدث عن مواضيع مختلفة تهم الشأن الرياضي بالمملكة المغربية، كان آخرها الجواب عن سؤال ماذا سيستفيد المغرب من وراء تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 على كافة الأصعدة الرياضية، والسياسية والاقتصادية والسياحية…
اقتراح هاته السنة، استقر حول نشر سلسلة من الحلقات اليومية تحت عنوان “نجوم رياضية ساطعة”، تركت بصمات واضحة في ميدان كرة القدم على المستويين الوطني والدولي، وسجلت حضورها بحروف من ذهب، مساهمة في كتابة تاريخ مشرف لكرة القدم المغربية.
في هذه السلسلة اليومية، سنغوص في تفاصيل حياة اللاعبين المغاربة، وبداياتهم، والتحديات التي واجهوها، وإنجازاتهم التي جعلت منهم رمزا للنجاح والإصرار، مع إعطاء معلومات كافية وجرد مستفيض لمسار امتد لسنوات وسط المستطيل الأخضر.
بداية من محمد البوساتي، ومرورا بمصطفى البياز، والطاهر لخلج، وعبد الجليل هدة “كاماتشو”، وأحمد فرس، وحسن أمشراط “اعسيلة”، والعربي أحرضان، وأحمد البهجة وآخرين.. سلسلة حلقات ستنشر بشكل يومي ضمن ملحق رمضان سنة 2025.

نور الدين النيبت.. جدار “الأسود” وكاتب التاريخ بإسبانيا (الجزء 1)

نور الدين النيبت أو “جدار” دفاع المنتخب المغربي كما تلقبه الجماهير، يعتبر واحدا من أفضل اللاعبين المغاربة الذين تألقوا بالبطولة الوطنية قبل أن يشد الرحال في تجارب احترافية بأكبر الدوريات العالمية، بدءا بفرنسا مرورا بإسبانيا وإنجلترا والبرتغال…

ولد نور الدين النيبت في 10 فبراير سنة 1970 بمدينة الدار البيضاء، ونشأ في كنف أسرة فقيرة بحي شعبي وسط ستة أشقاء، شقيقتان وأربعة ذكور.. مع توالي السنوات داعب كرة القدم في أزقة حيه بالعاصمة الاقتصادية، قبل أن يستقدمه أحد المنقبين من مدرسة نجم الشباب البيضاوي ليبدأ تداريبه بشكل يومي وبشكل احترافي..

لم يكمل النيبت دراسته، بل اتخذ قرار التفرغ لمزاولة كرة القدم، حيث انضم إلى مدرسة التكوين التابعة لفريق الوداد الرياضي وهو في سن 16 من العمر، ليبدأ تدرجه بمختلف الفئات السنية، وصولا إلى الفريق الأول ليصبح لاعبا رسميا ضمن تشكيل الفريق الأحمر بمعية أسماء صنعت المجد على المستوى الوطني والإفريقي..

قضى النيبت فترة متميزة مع الوداد من سنة 1989 لغاية 1993، ليصعد لمنصة التتويج في أكثر من مرة، عندما توج بلقب كأس العرش سنوات 1990 و1991 و1993، وقبلها بسنة كان النيبت قد حقق الأهم رفقة الفريق البيضاوي الذي قاده للتتويج بلقب عصبة أبطال إفريقيا، ومن ثم الفوز بلقب السوبر الإفريقية سنة 1993..

التألق مع فريق الوداد الرياضي في حقبة ذهبية، جعل النيبت يلتحق بالمنتخب الوطني المغربي، إذ خاض في بادئ الأمر دورة أولمبياد برشلونة سنة 1992 مع المنتخب الأولمبي، ونهائيات كأس إفريقيا السنغال في نفس السنة مع المنتخب الأول..

أبان النيبت عن علو كعبه في تصفيات مونديال سنة 1994 التي أقيمت بالولايات المتحدة الأمريكية، لتتسابق عليه الأندية الأوروبية وتظهر رغبتها في ضمه، مباشرة بعد خوضه نهائيات كأس العالم الأول في مسيرته الكروية..

مستويات استثنائية جعلته ينتقل بشكل نهائي من الوداد الرياضي صوب نادي نانت الفرنسي، إذ في أول موسم له تمكن نور الدين النيبت من فرض نفسه (1994-1995)، لتعجز إدارة فريق نانت في الاحتفاظ بخدماته، بعدما أصبح تحت مجهر كبار الأندية الأوروبية التي عبرت عن رغبتها في التعاقد معه..

< إعداد: عادل غرباوي

Top