لا يختلف اثنان في عالم كرة القدم على الموهبة التدريبية الفذة والعبقرية التي يتمتع بها المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنكليزي، البرتغالي جوزيه مورينيو، ولا سيّما أنّ الأخير قد صنع لنفسه اسماً مميزاً، وأثبت في غضون سنوات قليلة أنه يُعد عملة نادرة في عالم التدريب، وذلك من خلال نجاحه في التتويج بـ25 لقباً مع ثمانية أندية عمل معها طوال مسيرته التدريبية.
لكن المسيرة المظفرة للمدرب البرتغالي البالغ من العمر 54 عاماً قد عابها بعض الأخطاء، لعل أبرزها سياسة الاستغناء عن النجوم، التي انتهجها المدرب المُثير للجدل مع الأندية التي أشرف عليها سواء: تشلسي الإنكليزي، أو إنتر ميلان الإيطالي، أو حتى ريال مدريد الإسباني، حيث ترك المدرب الاستثنائي خلفه قائمة طويلة من الضحايا، التي ارتبطت بتاريخ الأندية التي أشرف عليها، ولكنها قد شكلت عقبة في طريق استمراره مع الفرق التي تولى تدريبها.
وسلّطت صحيفة “ليكيب” الفرنسية في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الإنترنت الضوء على أبرز اللاعبين الذين خرجوا من عباءة المدرب البرتغالي، جوزيه مورينيو، ليشقوا طريقهم نحو النجومية، إذ برز من بين هؤلاء اللاعبين، نجم كرة القدم المصرية، محمد صلاح، الذي أخرجه المدرب المثير للجدل من حساباته خلال فترة توليه مهمة تدريب فريق تشيلسي، قبل أن يقرر الفرعون المصري الرحيل إلى الدوري الإيطالي، حيث عرف “صلاح” طريق النجومية مع أندية: فيورنتينا، وروما، قبل أن يعود خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية إلى صفوف الدوري الإنكليزي من بوابة فريق ليفربول.
تشلسي (الولاية الأولى)
لم يكن “صلاح” اللاعب الوحيد الذي استغنى عنه المدرب البرتغالي خلال فترة توليه تدريب فريق تشلسي، فقد تخلّى “مورينيو” في ولايته الأولى مع النادي اللندني عن خدمات مواطنه تياغو مينديز، الذي انتقل إلى صفوف نادي ليون الفرنسي مقابل 10.1 ملايين يورو قبل أن يعترف المدرب البرتغالي لاحقاً بأن سماحه لـ”تياغو” بالرحيل عن ملعب ستامفورد بريدج كان بمثابة خطأ كبير، هذا إلى جانب النجم الهولندي آريين روبن، الذي انتقل هو الآخر إلى صفوف نادي ريال مدريد مقابل 36 مليون يورو قبل أن يرحل إلى صفوف نادي بايرن ميونخ الألماني، وروبرت هوث، الذي ساهم في تتويج فريق ليستر سيتي بلقب بطولة الدوري الإنكليزي، وغلين جونسون، الذي لعب ما يقارب 18 شهراً مع المدرب البرتغالي في ولايته الأولى وتحديداً في الفترة ما بين عامي 2004 وحتى 2006 لكنه لم يُقنع “المو” بإمكانياته ليُقرر الانتقال إلى نادي بورتسموث، ومن ثم إلى ليفربول.
انتر ميلان
وانتقل “مورينيو” في بداية موسم (2008–2009) لتدريب فريق إنتر ميلان الإيطالي، حيث حقّق مع النادي اللومباردي نتائج لافتة خاصة في عام 2010 عندما قاد “النيراتزروي” لإحراز ثلاثية تاريخية بتتويجه بلقب الدوري والكأس المحليين إلى جانب بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن مسيرة المدرب البرتغالي مع النادي الإيطالي قد عابها بعض الأخطاء، حيث فرّط بواحد من أفضل المدافعين في العالم، وهم يوناردو بونوتشي، الذي أعير لفريق تريفيزو قبل أن ينتقل فيما بعد لنادي يوفنتوس، كما استغنى أيضاً عن خدمات المدافع البرازيلي، ماكسويل أندرادي، الذي انتقل في صيف 2009 لصفوف نادي برشلونة مقابل 4 ملايين يورو، ليُساهم في الإنجازات الكبيرة التي حقّقها الجيل الذهبي للبارسا، والتي كان من بينها التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2011.
ريال مدريد
ولم يكتفِ المدرب البرتغالي بالتخلي عن هؤلاء النجوم، فقد أقصى “مورينيو” عندما تولى مهمة تدريب نادي ريال مدريد الإسباني خلال الفترة ما بين (2010–2013) عدداً من اللاعبين الكبار، لعل أبرزهم: الأرجنتينيان إيزيكيل غاراي وفرناندو غاغو، حيث تمكن الأول من تحقيق لقب الدوري مع أندية بنفيكا البرتغالي وزينيت سانت بطرسبرغ الروسي، فيما ساهم الثاني في تتويج بوكا جونيورز بلقب الدوري الأرجنتيني مرتين، وذلك قبل أن يقودا معاً منتخب بلادهما للصعود إلى نهائي بطولتي كأس العالم 2014، وكوبا أميركا 2015.
تشلسي (الولاية الثانية)
وواصل مورينيو سياسة إقصاء النجوم، إذ عرفت الولاية الثانية له مع نادي تشيلسي، مذبحة كبيرة فرّط خلالها بعدد كبير من اللاعبين الذين تألقوا بقوة مع أندية أخرى، لعل أبرزهم لاعب الوسط البلجيكي، كيفن دي بروين، روميلو لوكاكو، ومحمد صلاح، وفيليبي لويس، وريان برتراند، وأندري شورله، والحارس المخضرم بيتر تشيك، وخوان كوادرادو، وخوان ماتا، وفيكتور موزيس، ودافيد لويز.