ندوة لتقديم ثلاثة إصدارات فكرية حديثة بمهرجان الإكليل الثقافي

التأم، أول أمس الاثنين، بالرباط، ثلة من المثقفين والأكاديميين في ندوة خصصت لتقديم ومناقشة ثلاثة إصدارات فكرية حديثة، وذلك في إطار الدورة السادسة لمهرجان “الإكليل الثقافي”، المنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.
وشكل هذا اللقاء الثقافي، الذي تنظمه جمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة، مناسبة لتقديم إضاءات تيسر للقراء الإحاطة بمضامين هذه الكتب، التي تنهل جميعا من بحر القرآن والتصوف.
وشارك في هذه الندوة كل من التهامي الحراق، الذي استعراض مضامين عمله “في مدد المعنى، تفكرات ومقاربات في القرآن الكريم”، ومولاي أحمد صابر، الذي قدم كتابه “القرآن ومطلب القراءة الداخلية، سورة التوبة أنموذجا”، علاوة على حمادة منتصر، الذي ناقش إصداره الأخير “الإرث الصوفي التيجاني، الفصل في إثبات الأصل”.
وبحسب مولاي أحمد صابر، فإن عمله الحديث يسلط الضوء على إحدى أهم المعارف المتعلقة بالقرآن الكريم، والمتصلة باستنباط غايات ومقاصد القرآن من خلال استقراء النص القرآني نفسه.
وأضاف صابر، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن هذه المحاولة الفكرية تسعى إلى تقديم قراءة معاصرة لسورة التوبة بشكل يستحضر الأبعاد الأخلاقية لقيم عليا كالرحمة والمحبة والسلام والتواصل الحضاري في السياق الآني، “بما يتلائم مع موروثنا الثقافي والحضري”.
من جانبه، قال التهامي الحراق، إنه سعى في كتابه، الذي يعتبر امتدادا فكريا لكتبه السابقة، إلى البحث عن “سبيل للخروج من أزمة التعصب للدين والتعصب ضد الدين، من خلال استقراء النص القرآني باعتباره النص الأسمى ونبراس حياة كل مؤمن”.
وأوضح، في تصريح مماثل، أن الكتاب يعد، كذلك، دعوة للتدبر في هذا النص الخالد بحثا عن الأجوبة للأسئلة الآنية والمستقبلية، مشددا على أن “هذه القراءة المتأنية ستحمل حتما توجيهات لا محيد عنها للتعامل مع الإشكالات الراهنة”.
بدوره، قال حمادة منتصر إن كتابه حول التصوف يهتم بالطريقة التيجانية “باعتبارها واحدة من أبرز الطرق الصوفية في شمال وغرب إفريقيا”، في محاولة للإحاطة بالعوامل التي ساهمت في الإشعاع المحلي والقاري الذي تمتاز به الزاوية هذه الزاوية.
وأضاف أن الكتاب يسعى، كذلك، للتوصل إلى طريقة لدراسة مقارنة لإدارة الإرث الصوفي للتيجانية “في كل من المغرب، حيث ازدهر الفكر الصوفي وتم احتضانه ورعايته، والجزائر حيث تعرض، بسبب السياسات التي انتهجت القطيعة والإنكار، للتهميش والتضييق”.
يشار إلى أن برنامج الدورة السادسة لمهرجان “الإكليل الثقافي” التي تتواصل فعالياتها إلى غاية 20 دجنبر الجاري، تتميز بتنظيم عدة فعاليات ثقافية لمناقشة أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتقديم رؤى حول تأثيراته المستقبلية على مختلف القطاعات الحيوية، وكذا التحديات التي يطرحها من خلال تقديم حلول عملية للحفاظ على القيم الإنسانية والتراث الثقافي في مواجهة هذا التقدم التكنولوجي.
وتتناول هذه التظاهرة الثقافية مواضيع هامة من قبيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الإدماج الاجتماعي، وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي والتعاون الدولي في الذكاء الاصطناعي في علاقته مع التنمية المستدامة .

Top