رمضان هو شهر جوع وعطش ولكنه يعتبر في نفس الوقت بلسما وشفاء للأجساد والأرواح. وللصيام فوائد عديدة، تتوزع على العديد من الجوانب، منها الجانب الروحي والديني، الأخلاقي الاجتماعي، وكذا بالنسبة إلى الصحة البدنية للصائمين. ويوجد اليوم إجماع من قبل العلماء والأطباء على فوائد الجوع لفترات قصيرة للجسم، فأثناء الجوع يبدأ الجسم في تنظيف الأمعاء والكبد والدم من السموم، وتتقلص أمراض الأوعية الدموية، كما أن الجوع لفترات قصيرة ينشط المناعة. في هذه الزاوية، نسلط الضوء على بعض الجوانب الصحية التي يجب استحضارها من أجل صيام يجسد القول المأثور “صوموا تصحوا”.
يحتاج الصائم إلى تناول الأطعمة الغنية بالمغذيات التي توفر له الطاقة اللازمة لتحمل الصيام والاستعانة على القيام وأداء مختلف العبادات التي يرتفع منسوبها خلال الشهر الفضيل. في السطور التالية، نتعرف معا على نصائح لتناول طعام صحي خلال الفترة الليلية من أيام شهر رمضان الكريم والتي توازي فترة إمكانية تناول الطعام.
تناول طعام منزلي وتجنب الأطعمة المصنعة والوجبات السريعة
من المؤكد أن الأطعمة المصنعة تبدو مريحة أكثر، ولكنها مليئة بأشياء غير صحية مثل شراب الذرة عالي الفركتوز، ومواد لتعزيز النكهة، والكثير من الصوديوم والزيوت التي تؤدي إلى ارتفاع الكوليستيروا وانسداد شرايين القلب. إذا كنت في عجلة من أمرك فهناك خيارات صحية ومريحة وجيدة بالنسبة لكسر الصيام وطرق سريعة لتحضير طعام صحي ولذيذ.
أما الأطعمة السريعة مثل الرقائق والحلويات فينبغي ألا تستخدم كطبق جانبي لأنها لا تعطيك أي طاقة تحتاجها خلال يوم طويل من الصيام والقيام في الليل. بدلا من ذلك يمكن تناول الفواكه والخضروات المنتجة محليا.
علاوة على ذلك، عندما تأكل الطعام النافع والمحمل بالمواد المغذية سوف تشعر أنك أكثر ارتياحا. وفي الواقع قد تجد نفسك بحاجة لتناول كميات أقل من الطعام بدلا من الأطعمة التي تجعلك تشتهي المزيد والمزيد منها .
تجنب تناول الأطعمة البيضاء
الأطعمة البيضاء (مثل الخبز الأبيض، الأرز الأبيض، السكر الأبيض، وغيرها) جميعنا يتناولها بكثرة ولكن يجب تجنبها في فترة الصيام، حيث يتم تصنيع الخبز الأبيض من الدقيق الأبيض، بعد معالجته وتجريده من المواد المغذية التي يجب أن تكون في الخبز والتي يحتاجها الجسم. والشيء نفسه ينطبق على الأرز الأبيض و السكر الأبيض المستخدم في هذا النوع من المأكولات. .
بدلا من ذلك يجب اختيار الخبز من الحبوب الكاملة والأرز البني العضوي، والتي تكون غنية بالمواد الغذائية والألياف، مما يعطيك شعورا بالشبع طيلة فترة الصيام.
تناول الأطعمة التي تحافظ على رطوبة جسمك
الصائم يشعر بالجفاف على مدار اليوم، ولكن بمجرد أن يفطر يكون بحاجة إلى الأطعمة الغنية بالماء والتي تحافظ على رطوبة الجسم. يمكن أن يكون من الصعب تناول الكثير من البطيخ، ولكن يمكن شرب عصائر الفواكه وحساء الخضار لإعطاء جسمك كميات إضافية من الماء الذي يحتاجه .
تجنب إضافة التوابل المالحة إلى الأرز وأطباق اللحوم لأنها تسحب الماء من الجسم وتتسبب في جفافه. وهناك طريقة رائعة لكسر الصيام هي تناول التمر وشرب ماء جوز الهند، و تحضير العصائر ومشروبات الفواكه فائقة الترطيب.
يمكن كذلك تناول التمور والفواكه والخضروات في السحور (وجبة قبل الفجر قبل أن يبدأ يوم الصوم) أو في الإفطار (وجبة وقت الإفطار)، ثم شرب الحساء قبل الوجبة الرئيسية، وتقليل شرب القهوة والشاي الذي يسبب جفاف الجسم .
تجنب تناول الأطعمة المقلية و السكرية
من التقاليد الثقافية في الأطعمة الرمضانية هي تناول بعض الحلويات التقليدية مثل “الشباكية” عندنا، ولكن الأطعمة المقلية غنية بالزيوت التي تجعلها صعبة الهضم ، وخصوصا عندما تكون أولى الأطعمة التي تؤكل بعد صيام يوم طويل .
يمكن جعل تناول الحلويات لعيد الفطر (الاحتفال الذي يأتي بعد شهر الصيام) لتجنب أي حوادث للسكر في وقت لاحق من نفس اليوم، وإذا كان من الضروري تناو شيء حلو، يمكن تناول العسل الطبيعي أو قصب السكر في وصفات الطبخ وتناول الفواكه السكرية لإشباع الرغبة الملحة في تناول الحلويات .
تقليل الكربوهيدرات
المعكرونة والبطاطا والأرز مع اللحم، كلها من الكربوهيدرات التي يجب تقليلها خلال شهر رمضان. لان الكربوهيدرات تتحول داخل الجسم إلى سكريات، وفي نهاية المطاف يمكن أن تسبب زيادة في وزنك بعد الانتهاء من تناول الطعام. ويمكن استبدال الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات بالأطعمة الغنية بالبروتين مثل البقوليات (العدس، الحمص، الفول) واللحم أو البيض لموازنة الوجبة الغذائية.
> إعداد: سميرة الشناوي
