نقطة واحدة تكفي.. ولكن

فتح الانتصار البين الذي حققه الفريق الوطني المغربى لكرة القدم مساء الجمعة الماضي على حساب المنتخب الطوغولي، في ثاني لقاء له، برسم النسخة الواحدة لكأس أفريقيا للأمم التي تحتضنها الغابون، باب الأمل في إمكانية العبور نحو الدور الثاني.
فبعد سنوات عجاف، وغياب طويل عن صفوة كرة القدم على الصعيد القاري، لاح من جديد أمل في أن تستعيد كرة القدم الوطنية مكانها أفريقيا، ولما لا دوليا، وترقب احتلال المرتبة»13» دوليا التي استحقها أسود الأطلس سنة 1998، بفضل نجوم كبار ومدرب متمكن.
منذ ذلك التاريخ، لم يعد المنتخب المغربي قادرا على العودة للتألق، ومنذ نهائي دورة تونس، كان الإقصاء من الدور الأول هو القاسم المشترك بين كل المشاركات إلى درجة تسرب نوع من الإحباط، وسيادة أجواء من انعدام الثقة بين جل المكونات، ليعم اليأس والتذمر. وبالرغم من عديد المحاولات والوصفات الجاهزة وتجريب عشرات اللاعبين من الداخل والخارج والتعاقد مع مدربين معرفين، إلا أن الأمور لم تتغير نحو الأفضل.
 قبل انطلاق دورة الغابون 2017، ساد نوع من التفاؤل، إلا أن الهزيمة غير المتوقعة في أول مباراة أمام الكونغو عصفت بكل شيء، وأدخلت المنتخب من جديد ضمن دائرة الشك، وعم الاحتجاج وحالة من السخط العارم والانتقادات اللاذعة، إلى أن جاء الانتصار أمام الطوغو ليحول أجواء السخط هذه إلى فرحة عارمة، وتحول الإحباط إلى بارقة أمل، خاصة بعد القتالية التي خاضت بها العناصر الوطنية المباراة الثانية، وبعد إظهار الكثير من الإصرار لتحقيق الانتصار، قصد الحفاظ على كامل الحظوظ في تجاوز دور المجموعات.  
 مواجهة مساء غد الثلاثاء أمام الكوت ديفوار، تكتسي طابع القوة والندية والصراع الضاري، نظرا لأهمية النتيجة وحسمها في أمر التأهيل بالنسبة للفريقين معا، والايجابي أن العناصر الوطنية تخوض هذا النزال وأمر التأهيل بيدها، عكس السنوات الماضية، حيث من المطلوب تحقيق الفوز وانتظار هدية من باقي الخصوم، وهو الأمر الذي لم يتحقق أبدا.
فإذا كان التأهيل يكفي أسود الأطلس للعبور نحو دور الثمن، فإن المطلوب هو إظهار رغبة في تحقيق نتيجة الفوز لتفادي أية مفاجأة غير متوقعة، خاصة وأن أصدقاء «زاها» يخوضون المواجهة من أجل تحقيق فوز كخيار وحيد لا بديل له.
 على هذا الأساس، فإن العناصر الوطنية تتوفر على حظوظ وافرة للتأهل، ولديها إمكانيات لتحقيق الهدف، وما عليها إلا تفادي الأخطاء أمام لاعبين مجربين يستغلون أنصاف الفرص ليحولوها إلى أهداف حاسمة…          
محمد الروحلي

Related posts

*

*

Top