حقق المنتخب النسوي المغربي لكرة القدم، نتيجة أدخلته التاريخ من بابه الواسع، انتصار يعد الأول من نوعه، لمنتخب عربي وشمال إفريقي، يشارك لأول مرة، ودون حضوره بتحقيق التفوق على حساب منتخب كوريا الجنوبية وصيف بطل أسيا، والأكثر من ذلك هناك فارق كبير يفصل المنتخبين على مستوى تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا).
انتصار أعاد الاعتبار لمنتخب تحمل مشاركته رسائل متعددة، سواء في مغزاها أو في توقيتها، هناك البعد التاريخي، فالوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من المنافسة، يعكس التوجه العام للمغرب كدولة، تسعى إلى نوع المناصفة، وإبراز المكانة الطبيعية للمرأة داخل المجتمع، مجتمع يسعى إلى الحداثة دون التفريط في الثوابت…
هناك أيضا بعد وطني، فتحقيق أول فوز بالمونديال في أول مشاركة، يعد هدية العيد، على اعتبار أنه يتزامن مع احتفالات عيد العرش، لما للمناسبة من رمزية ودلالات عميقة، تعتبر من الركائز التي يستند عليها إجماعنا الوطني الذي تتحطم أمامه كل المؤامرات وكل الدسائس التي تحاك ضد المغرب، من طرف أعداء يائسين لا يخفون عداءهم ولا يترددون في استعمال كل الوسائل الخبيثة، لمحاربة مملكة التحدي والصمود.
بهذين البعدين كان التفاعل مع انتصار «لبؤات الأطلس» ضد منتخب كوريا الجنوبية، بهدف رائع للاعبة ابتسام جرايدي، في انتظار المواجهة القادمة ضد منتخب كولومبي كذب كل التكهنات، عندما استطاع تحقيق انتصارين من مباراتين، جعلاه في مقدمة المجموعة بستة نقط، متقدما على ألمانيا المرشحة بقوة للمنافسة على لقب هذه النسخة…
هناك طموح كبير لتقديم الأفضل ضد منتخب كولومبيا الذي سيبحث بقوة على كسب الورقة الثانية عن هذه المجموعة، إلا أن هناك هدفا واحدا تطمح له صديقات العميدة غزلان الشباك، وهو تقديم مستوى لافت والمنافسة بقوة، وتمثيل كرة القدم الوطنية أحسن تمثيل، لا تهم النتيجة النهائية، ما دام الهدف من المشاركة قد تحقق…
فقد أصبح العالم كله يتحدث بكثير من الإعجاب والتقدير، عن فريق يمثل المرأة المغربية، وعن قيمتها وحضورها ورغبتها في تقديم أفضل صورة، كما سبقت إلى ذلك بطلات رائعات شرفن العلم الوطني بكثير من الروعة والإبهار، سواء في ألعاب القوى أو الملاكمة وكرة المضرب وغيرها من الأنواع التي تألقت فيها المرأة المغربية بالمحافل الدولية، وخاصة وأنها تحقق في رياضة جماعية.
برافو «لبؤات الأطلس» فأنتن تستحققن كل عبارات والتقدير والإعجاب، قمتن بالواجب والقادم أفضل…
>محمد الروحلي
