هذا التوقيت المناسب للنوم والحفاظ على صحة القلب!

عوامل عديدة ومنها تلك الجينية، يمكن أن تلعب دورا في الحفاظ على صحة القلب أو تراجعها. وفيما ثمة عوامل لا يمكن التحكم بها، هناك بعض العوامل قابلة للتغيير، ومنها ما يرتبط بنمط الحياة، بما يسمح بالوقاية من أمراض القلب والشرايين. فعلى سبيل المثال، يعد الامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة بانتظام والتركيز على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، كلها من الخطوات التي يمكن أن تساعد في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بحسب ما نشر في هافينتغتون بوست.

وبحسب دراسة جديدة ثمة خطوة إضافية بسيطة ولكن فاعلة يمكن أن تساعد في ذلك، ألا وهي الخلود إلى النوم في ساعة محددة.

ويبدو أن الأشخاص الذين ينامون بين الساعة العاشرة مساء والساعة 11 هم أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالأشخاص الذين ينامون قبل هذا الموعد أو بعده. فللجسم ساعة بيولوجية داخلية لمدة 24 ساعة تساعد في تنظيم وظائف العقل والجسم. وفيما لم يتمكن الخبراء من تحديد السبب الحقيقي لذلك، يبدو أن النوم قبل هذا التوقيت أو بعده يمكن أن يسبب خللا في انتظام هذه الساعة البيولوجية مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على صحة القلب والشرايين.

وكانت الدراسة قد تناولت 88 ألف مشارك أجابوا عن أسئلة حول عاداتهم الغذائية ونمط حياتهم. وكان معدل عمر الأشخاص المشاركين حوالي 61 سنة، 60 في المائة منهم من النساء. وقد تبين في الدراسة أن الأشخاص الذين ينامون بعد منتصف الليل، كانوا أكثر عرضة بنسبة 25 في المائة للإصابة بأمراض القلب، مقارنة بمن ينامون بين الساعة 10 والساعة 11.

أما من كانوا ينامون بين الساعة 11 والساعة 12 فكانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب بنسبة 12 في المائة، أما من ينامون قبل الساعة 10 فقد ارتفع الخطر لديهم إلى 24 في المائة. وقد حاول الباحثون السيطرة على كافة العوامل الأخرى التي يمكن أن يكون لها تأثير على صحة القلب كارتفاع ضغط الدم والتدخين والوضع الاقتصادي والاجتماعي، لكن تبين أن تلك العلاقة ما بين موعد النوم وصحة القلب بقيت قائمة.

لم تتمكن الدراسة من تحديد العلاقة بين توقيت النوم وصحة القلب، لكن بدا واضحا للباحثين أن السبب يعود إلى نظام الساعة البيولوجية الذي يتأثر بشكل واضح بالتغير في مواعيد النوم والتي يسبب بعضها خللا فيه، ما ينعكس بشكل واضح على صحة القلب وعلى خطر الإصابة بأمراض القلب.

علما أن دراسات عديدة سابقة كانت قد أظهرت تأثير الساعة البيولوجية على وظائف عديدة في الجسم، مما يفسر أن الأشخاص الذين يعملون بموعد ليلي هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، ليس فقط بسبب عدم القدرة على الالتزام بنشاط جسدي منتظم ونظام غذائي صحي، إنما بشكل خاص بسبب ما لذلك من تأثير على انتظام الساعة البيولوجية.

وبشكل عام يركز الخبراء على ضرورة التقيد بنظام ثابت للنوم وفي مواعيد محددة يجب الالتزام بها، بما يسمح بالنوم لمدة 7 أو 8 ساعات على الأٌقل. كما ينصحون بتجنب الوجبات الغذائية الكبيرة والكافيين لاعتبارهما من العوامل التي تنعكس سلبا على نوعية النوم. إضافة إلى ضرورة تأمين محيط هادئ ومناسب للنوم حفاظا على الصحة عامة.

Related posts

Top