في خضم النقاش الدائر حول التغييرات المنتظر أن يخضع لها نادي الرجاء البيضاوي لكرة القدم، وبعد التأكد من إحداث هذا التغيير المطلوب، بقيادة اللائحة التي سيقودها عزيز البدراوي.
بدأت ترتفع أصوات من وسط الفعاليات الرجاوية، وخاصة من وسط هيئة المنخرطين، مطالبة بإجراء افتحاص لمالية النادي.
مبدئيا، لا يمكن إلا تأييد مطلب خضوع المالية للافتحاص، والوقوف على طرق صرف ميزانيات النادي، والتي تقدر خلال السنوات الأخيرة، بعشرات الملايير من السنتيمات، كمطلب مشروع، لا يمكن معارضته، بل بالعكس، من المفروض أن يحظى بمساندة مطلقة وغير مشروطة، ولا انتقائية.
إلا أن هناك ملاحظة تبدو جوهرية، بخصوص المطالبة الحالية بإجراء هذا الافتحاص، ويتعلق الأمر بتحديد مرحلة معينة فقط، دون أن يشمل هذا المطلب، السنوات العشر الأخيرة، الفترة التي شهدت مداخيل مهمة، بل قياسية، ومع ذلك لازال الغموض قائما حول أوجه صرفها.
وإذا كانت الأصوات المطالبة باجراء الافتحاص، تهمها فعلا مصلحة الرجاء، وتقدير أهمية الوقوف على حقائق الأمور كما هي، بدون انتقائية ولا مجرد تصفية حسابات، فإن عين العقل تقتضي عدم التركيز فقط على أسماء محددة دون غيرها، وذلك باستثناء فترة الرئيس السابق محمد بودريقة.
فالمرحلة التي انفرد فيها بودريقة بكل السلط، شهدت مداخيل كبيرة، خاصة الاستفادة من منحة الفيفا التي تقدر بثلاث ملايير ونصف سنتيم، بفضل المشاركة بمونديال الأندية الذي نظم بمدينتي أكادير ومراكش سنة 2013.
والتركيز أساسا على هذه الفترة بالذات، راجع إلى كون بعض المنخرطين، سبق لهم التقدم بمذكرة استعجالية، تطالب بإجراء افتحاص فترة محمد بودريقة، نظرا للشبهات الكثيرة التي حامت حول طريقة صرف منحة الفيفا.
ورغم الرفض المتكرر لهذا المطلب، إلا أن هؤلاء المنخرطين أصروا على تقديم الطلب في ثلاث مناسبات، لكن الرفض كان في الأخير سيد الموقف.
قرار الرفض منعهم من ممارسة حق مشروع، والوقوف على حقيقة أرقام صادمة، وعمليات غير واضحة، بدعوى أن هؤلاء المعارضين سبق أن حضروا الجمع العام، الذي تمت خلاله المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي، كما أن الدعوة لا ينبغي أن تكون – حسب بودريقة ومن معه- استعجالية، وهو ما استجابت له المحكمة برفض دعوى الافتحاص، والآن جاءت فرصة أخرى لإعادة هذا المطلب المشروع بطريقة قانونية، دون ارتكاب أخطاء أخرى في المساطر.
وعليه، فإن الخطوة الجديدة التي من المفروض أن يتبناها برلمان الرجاء، لابد وأن تشمل فترة غامضة لا زالت أغلب الأوساط الرياضية، تتحدث عنها بكثير من الاستغراب والريبة، مادامت هناك معطيات ودلائل، تؤكد أن هناك أمور غير واضحة، ومن المصلحة أن يطرح ملفها مرة أخرى، أمام أنظار القضاء ليقول كلمته…
ومن شأن الاقدام على هذه الخطوة، وذلك بالذهاب بعيدا في مطلب الافتحاص، تهيىء الأرضية المناسبة لعزيز البدراوي، حتى يتحمل هذا الرجل القادم من عالم المال والأعمال، مسؤوليته على أساس الوضوح وشفافية الأرقام، وتحديد كل المسؤوليات…
>محمد الروحلي