وفد عن جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر يسلم مذكرة لرئيسة الفريق الأممي العامل المعني بالاختفاء القسري

تسلمت رئيسة الفريق الأممي العامل المعني بالاختفاء القسري وغير الطوعي، حورية إسلامي، الاثنين المنصرم، بجنيف، مذكرة تتضمن حالات من الاختفاء القسري لمواطنين مغاربة بالجزائر أثناء عملية الطرد التي قامت بها سلطات هذه الأخيرة أواسط سنوات السبعينات، وهي المذكرة التي تقدم بها وفد عن جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر وذلك بتنسيق مع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان.
وأفاد حميد العاطي الله، عضو المكتب الوطني لجمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر، الذي يوجد رفقة رئيس الجمعية محمد الهرواشي بجنيف للمشاركة في أشغال الدورة الثالثة لآلية الاستعراض الدوري الشامل بمجلس حقوق الإنسان ، وذلك  في اتصال هاتفي أجرته معه جريدة بيان اليوم،” أن المذكرة التي تقدم بها وفد الجمعية في لقاء مع رئيسة الفريق الأممي المعني بالاختفاء القسري وغير الطوعي، أعد بتنسيق من طرف رئيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بوبكر لاركو، وقد تضمنت  المذكرة حالات من الاختفاء القسري تخص مواطنين مغربيين وحالة ثالثة لمواطنة مغربية قاصر آنذاك تبلغ من العمر 13 سنة تم احتجازها من قبل الأمن الوطني الجزائري بالحدود البرية الجزائرية المغربية، وتم بعد ذلك اقتيادها إلى وجهة مجهولة حيث لم يظهر لها أثر إلى يومنا هذا، إذ بالرغم من قيام عائلة الفتاة بالبحث عنها في مختلف الجهات داخل الجزائر وفي مختلف الأقسام والمراكز الأمنية إلا أن كل مجهوداتها كان مآلها الفشل وعدم تجاوب السلطات الجزائرية مع العائلة.
وأضاف أنه إلى جانب المذكرة التي قامت الجمعية بإيداعها بتنسيق مع المنظمة المغربية لحقوق الإنسان ، تم ملأ ثلاث استمارات تخص كل المعطيات الخاصة بالحالات اللاتي تم عرضها ، بحيث تتضمن الأسماء الكاملة للمختفيين وحالاتهم العائلية وزمان ومكان اختفائهم والجهة المسؤولة عن هذه العملية اللاإنسانية إضافة إلى السياق أو الظروف التي واكبت عملية الاحتجاز التعسفي والاختفاء،  القسري، وقرص مدمج ثاني يحكي مشيرا أنه خلال هذا اللقاء تم عرض قرص مدمج يضم شهادات حية لعائلات الضحايا وقرص مأساة  الترحيل التعسفي الجماعي من الجزائر، فضلا عن تقديم كتاب يحمل عنوان “دم الميت”لمؤلفه سالم مقران يتحدث فيه واقعة التهجير القسري من الجزائر سنة 1975.
هذا وأكدت حورية إسلامي رئيسة الفريق العامل المعني بالاختفاء القسري وغير الطوعي، لأعضاء الوفد أن ملف ضحايا الاختفاء القسري المغاربة أثناء عملية طردهم من الجزائر سيأخذ بعين الاعتبار وكل العناية من طرف الفريق العامل، مشيرة حسب قول المصدر، أن الجزائر لها حالات كثيرة من الاختفاء القسري مطروحة على الفريق العامل.
وأخبرت حورية إسلامي أعضاء الوفد بأن الفريق الأممي المعني بالاختفاء القسري سيمد جمعية الدفاع عن المغاربة ضحايا الترحيل التعسفي من الجزائر، عبر بريدها الإلكتروني بجواب عن المذكرة المطروحة.
 وقال حميد العاطي الله الذي عاش مأساة الطرد التعسفي من الجزائر وهو طفل رفقة أسرته وآلاف المواطنين المغاربة، ليلة عيد الأضحى من سنة 1975، أن جريمة الاختفاء القسري والغير الطوعي التي انتهجتها الدولة الجزائرية كانت تتم عبر تفريق وتشتيت الأسر بعضها البعض بغض النظر عن الجنسية مغربية أو جزائرية -الانفصال الجسماني بين الزوج المغربي وزوجته الجزائرية مع الاختفاء القسري للزوج أو الزوجة أو أحد أبنائهم -والعمل على إجبار الزوجات الجزائريات بعدم التواصل مع ازواجهم المغاربة.
وكشف المتحدث للجريدة، أن وفد الجمعية خلال مشاركته في أشغال الدورة الثالثة لآلية الاستعراض الدوري الشامل بمجلس حقوق الإنسان بجنيف والتي تمتد من 3 إلى 11 ماي الجاري، تميزت بعقد مجموعة من اللقاءات الهامة والهادفة مع منظمات وفعاليات حقوقية مغربية وأجنبية كللت واحدة منها بعقد اتفاق بتنظيم ندوة دولية بالعاصمة السويدية، وذلك لمزيد من التعريف والتحسيس بحجم المأساة الحقيقية والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي مارستها السلطات الجزائرية ، بتهجيرها قسرا لنحو 45 ألف أسرة مغربية بينهم أطفال، نساء، وشيوخ مرضى، وتعريض حياتهم للخطر.
فنن العفاني

Related posts

Top