بعد انتقال المدافع الدولي بدر بانون من الرجاء البيضاوي إلى الأهلي المصري، وكريم البركاوي من حسنية أكادير إلى الرائد السعودي، نجم آخر من الدوري المغربي لكرة القدم يغادر قبل بداية الموسم، وهذه المرة نحو الخليج العربي مرة أخرى.
فقد أعلن الوداد البيضاوي عن بيع جناحه المتألق، الدولي إسماعيل الحداد للخور القطري، بعد خمس سنوات من الانتماء للنادي الأحمر، حقق خلالها نتائج جد ايجابية منها عصبة الأبطال والسوبر الإفريقيين، وثلاثة ألقاب على مستوى البطولة الوطنية، وهي حصيلة جد إيجابية.
اسماعيل الحداد لاعب الاتحاد البيضاوي سابقا، والذي تألق بعد ذلك ضمن صفوف حسنية أكادير، كان انتقاله للوداد، نقطة تحول كبيرة في مساره الرياضي، أهله للانضمام للمنتخبات الوطنية، لكن بصورة متقطعة لعدة اعتبارات، لا علاقة لها لا بالمستوى، ولا بالمردودية التقنية.
وبذلك يتواصل النزيف الذي يعاني منه الدوري المغربي، صحيح أن تقدم إسماعيل الحداد في السن ( 30 )، يجعله في حاجة إلى البحث عن تحسين وضعه المادي، قبل حلول موعد الاعتزال، لكن على المستوى الرياضي، هناك خسارة أخرى تنضاف للخسارات التي لحقت بالبطولة الوطنية، بعد رحيل أبرز اللاعبين نحو بطولات أخرى.
أسماء كثيرة رحلت نحو أندية خارجية خاصة المصرية والخليجية، كأشرف بنشرقي ومحمد أوناجم وحميد أحداد، وليد ازارو، وقبلهم مراد باطنا، جلال الداودي وغيرهم … كلهم غادروا للبحث عن فضاء أرحب من الناحية المالية أساسا.
صحيح أن الأندية المغربية تستفيد من الناحية المالية، كما أن هناك استفادة مباشرة للاعب، لكن هناك خسارة أخرى لها انعكاسات سلبية على المدى القريب والبعيد، فأغلب الأندية التي تقبل على شراء أبرز لاعبي الدوري المغربي، تصادفها الأندية الوطنية في طريقها أثناء مشاركاتها بالمنافسات الإفريقية والعربية.
وآخر مثال على هذه الحالة، المباراة التي جمعت مؤخرا الرجاء البيضاوي ضد الزمالك المصري بنصف نهاية عصبة الأبطال، حيث وجد الفريق المغربي أمامه لاعبين مغربيين متألقين هما بنشرقي وأوناجم، وتابعنا كيف ساهم اللاعب السابق للمغرب الفاسي والوداد، في إقصاء أصدقاء العميد محسن متولي.
صحيح أن عالم الاحتراف لا يؤمن بمثل هذه العواطف، لكن حسابات الربح والخسارة لها مكان في هذه المعادلة الرياضية في بعدها التجاري، فإذا تمكنت الأندية المغربية من تحسين مواردها المالية، ستتمكن من الحفاظ على أبرز لاعبيها، ولن تسمح بانتقالهم نحو أندية منافسة قاريا وجهويا.
والحل إذن هو تقوية الأندية المغربية إداريا وماليا وتقنيا، وأن تتحول إلى مؤسسات قائمة الذات، مؤهلة للمنافسة بقوة، وعندما تصل لهذا المستوى ستكون قادرة ليس على الحفاظ على أبرز لاعبيها، بل تكون لها القدرة على جلب نجوم تمنحها الإضافة المطلوبة بالمواعيد الكبرى.
>محمد الروحلي