حكمت الدورة الأخيرة من بطولة الهواة، بمغادرة فريق الاتحاد البيضاوي للقسم الأول، بعد احتلال المرتبة ما قبل الأخيرة، إلى جانب فريق الاتحاد القاسمي متذيل الترتيب منذ بداية الموسم…
وتأتي هذه النتيجة المحزنة لعشاق فريق الحي المحمدي، بعد أن سبق مغادرة القسم الثاني من البطولة الاحترافية الموسم الماضي، أي أن الانحدار مستمر، مما يؤكد أن الأمور تسير من سيء إلى اسوإ…
نتحدث هنا عن فريق مرجعي، كان يعتبر من المدارس الكروية الرائدة على الصعيد الوطني، ساهم في إنتاج العديد من اللاعبين المتميزين الذين دافعوا بسخاء عن القميص الوطني، كما عززوا صفوف العديد من الأندية الوطنية، وفي مقدمتها فريقا الوداد والرجاء البيضاويان…
عرف هذا الفريق بمدرسة العربي الزاولي، فهو الأب الروحي الذي ضحى بالغالي والنفيس، ومنحه الحب والوفاء، وبقي متشبثا به بإخلاص للنادي إلى أن غيبته الموت.
بعد الزاولي، ارتبط أيضا بهذا الفريق مجموعة من المسيرين الكبار، ويأتي في المقدمة الراحل عبد الرزاق أفيلال؛ بصفته شخصية سياسية ونقابية محترمة، إذ وضع إمكانيات مهمة رهن إشارة جل مكونات النادي من لاعبين ومؤطرين، كما لعب دورا اجتماعيا مهما، واستفادت من مبادراته العديد من العائلات التي تحسنت وضعيتها بفضل تدخلاته وعلاقاته الواسعة…
هذا هو “الطاس” الذي يغادر هذا الموسم القسم الأول الهواة، نحو الأقسام السفلى، والسبب أخطاء تسيرية قاتلة، كنتيجة طبيعية لانفراد شخص واحد بكل السلط، وتحويله إلى ملكية خاصة، يفعل بها ما يشاء، ويسير الأمور كما يحلو له…
يلف الغموض طيلة السنوات الأخيرة، الجوانب التسييرية داخل الفريق، وحده الرئيس يعرف ما يجري، لاعبون يغادرون دون أن يعرف أي أحد، كيف تدار صفقات داخل الكواليس، كما أن كل مدرب التحق بالفريق، ندم أشد الندم على هذه الخطوة، وفي كل موسم يتراوح عدد المدربين بين ثلاثة إلى أربعة؛ وهذا التعامل أصبح قاعدة معمولا بها، وهو ما يثير الكثير من التساؤلات، مع أن الرئيس -وللغرابة- يعتبر ذلك شأنا داخليا..
كل غيور على الاتحاد البيضاوي، وكل من يرغب في استعادة القميص الأبيض نصاعته، مطالب برفع أصوات الاحتجاج، وتكثيف المطلب الملح القاضي بضرورة إحداث تغيير جدري، والسماح بإعادة البناء على أسس صحيحة؛ وفتح المجال أمام الغيورين من أبناء الحي المحمدي، لتحمل مسؤولية التسيير، وطرد كل من أساء له من الداخل…
محمد الروحلي