نظم فريق الرسينغ البيضاوي المعروف اختصارا بـ “الراك ” نسخة أخرى من دوري محمد النتيفي، والذي عرفت فوز فريق الوداد البيضاوي باللقب بعد انتصاره في مقابلة النهاية على نهضة بركان.
ويعد هذا الدوري السنوي تقليدا سنويا دأب على تنظيمه الفريق البيضاوي كعربون وفاء وإخلاص لمسير رياضي قاد الراك طيلة سنين عديدة، كما تحمل مسؤولية الكتابة العامة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وكان بحق المسير المحنك والإداري المتمكن، ساهم في تحقيق مجموعة من الانجازات المهمة بالنسبة لكرة القدم الوطنية.
ما تحافظ عليه إدارة الراك من تقليد لعدة سنوات، يحسب لعبد الحق ماندوزا الرجل الذي يحافظ على شيم الوفاء وقيم الإخلاص للرواد، خاصة بالنسبة لشخصية رياضية قدمت الكثير بخبرتها وتجربتها الغنية، وما تنظيم دوري سنوي يخلد اسم هذا المسير المرجعي إلا رد بسيط للجميل.
إلا أن ما يثير الاستغراب أن مبادرة الراك تعد استثنائية من نوعها على الصعيد الوطني، في غياب مبادرات أخرى من طرف باقي الأندية الوطنية، فشخصيات مثل عبد الرزاق مكوار، محمد دومو، مصطفى بالهاشمي، محمد محروس، قاسم بنونة، عبد القادر لخميري، والعربي الزاولي، وغيرهم من الرجالات الذين أعطت الشيء الكثير لفرقها ولكرة القدم الوطنية عموما، إلا أن لا شيء يخلد ذكراها ويذكر بعطاءاتها، وتعريف الجيل الحالي بما قدمته من انجازات سجلت في حينها بمداد الفخر والاعتزاز.
تجاهل غريب فعلا من طرف أغلب المكاتب المسيرة التي تعاقبت على تسيير الأندية التي ارتبط اسمها بالأسماء التي ذكرناها آنفا، وهو سلوك غير مقبول تماما، يؤكد ضعف الأفق، والجهل التام للمسيرين الحاليين بتاريخ الأندية التي أصبحوا بقدرة قادر يتحملون مسؤولية تسييرها.
إن تنظيم دوريات سنوية تخلد ذكرى مسيرين كبار أقل ما يمكن أن يسجل كعربون وفاء واعتراف، خاصة بالنسبة لرجال شكلوا لوحدهم مدارس قائمة الذات، مدارس مبنية على مبدأ التطوع والعطاء والأخلاق العالية والقيم النبيلة وتكريس مبادئ الروح الرياضية، وتربية النشء على البذل والعطاء واحترام النادي وحب الوطن.
المنتظر هو أن تبادر المكاتب المسيرة الحالية إلى تدارك ما فات، بتخصيص دوريات سنوية تخلد أسماء والعطاء مسيرين مرجعيين قل الزمان أن يجود بمثلهم…
محمد الروحلي