تتوالى الأخبار الغير إيجابية قادمة من جامعة الملاكمة، أخبار تتعلق أساسا بنوع من التمرد من طرف مجموعة من الملاكمين الدوليين، خاصة أصحاب الميداليات والألقاب.
ويأتي تمرد الملاكمين الدوليين ورفضهم المشاركة في بطولة العالم بألمانيا بسبب عدم توصلهم بمستحقاتهم المالية، رغم طول الانتظار، ورغم السيولة المالية التي تتوفر عليها الجامعة.
والى جانب تمرد اللاعبين، لا زالت الجامعة مطالبة بتوضيح الأمور بخصوص، مبلغ 400 مليون سنتيم، وهى النقطة التي أثيرت خلال الجمع العام الأخير للجنة الأولمبية الوطنية، إذ عجزت إدارة جامعة “الفن النبيل” عن تبرير الغموض الذي يلف مصير هذا المبلغ المهم، مما يطرح المزيد من الشكوك حول مالية هذه الجامعة، خاصة وأن العديد من الأصوات تنتقد منذ مدة طريقة تسيير جامعة جواد بالحاج، وتطالب بإضفاء الشفافية على ماليتها وطريقة تدبيرها.
وقد جاء تأسيس ودادية رؤساء فرق الملاكمة، والمطالبة باحترام الديمقراطية في التسيير، وضرورة احترام الآجال القانونية فيما يخص عقد الجمع العام الذي طال انتظاره، ليسلط المزيد من الأضواء حول هذه الجامعة التي تشرف على رياضة أولمبية، حققت نتائج شرفت الرياضة الوطنية على الصعيد الدولي.
إلا أن نحاسية محمد ربيعي بأولمبياد ريو لا يمكن أن تخفي غابة المشاكل التي تعرفها هذه الجامعة، وانقطاع حبل الود بينها وبين القاعدة التي تمثلها، خاصة وأن أغلب الفرق تعاني من الخصاص والإهمال وغياب التواصل والمواكبة والإشراك، في حين تصنف هذه الجامعة من بين الجامعات النافذة على الصعيد الوطني، لكونها تعيش رخاء ماليا تحسد عليه من طرف الجامعات الصغيرة…
وبالرغم من تمرد الملاكمين الدوليين، والغموض الذي يلف ماليتها، ومعارضة الأغلبية الساحقة من الفرق، فان الجامعة تصم آذانها وتغلق هواتفها “ضاربة بسكتة” وكأن الأمر لا يعينها أو كأنها تقول للجميع “شربو البحر”، وهو التعامل الذي لم يعد مقبولا، في وقت يطالب الجميع بضرورة احترام مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، والحكامة في التسيير والشفافية في التدبير، إلا أن إصرار جامعة جواد بالحاج على تجاهل كل المطالب، يضعها خارج الزمن، وخارج كل السياقات والرهانات وتحديات الحاضر والمستقبل…
الكرة الآن بمرمى الوزارة واللجنة الأولمبية الوطنية بصفتهما المؤسستين اللتين تشرفان بصفة مباشرة على الشأن الرياضي على الصعيد الوطني، والمفروض أن يسائلا مباشرة الجامعة بخصوص غياب المشروعية، وغياب الوضوح فيما يخص المالية، وأسباب تمرد الملاكمين، وكذلك أسباب اتساع رقعة المعارضة من طرف الفرق، كلها نقط كافية بحل الجامعة، والدعوة إلى عقد جمع عام استثنائي في أقرب الآجال، إلا أن التساؤل الذي يطرح نفسه بإلحاح هو: هل بإمكان السيد وزير الشباب والرياضة تطبيق الفصول التي ينص عليها القانون الخاص بالجامعات التي تعيش خارج المشروعية وغياب الحكامة على جميع المستويات؟…
تفضل السيد الوزير …
محمد الروحلي