بنعبد الله: التقدم والاشتراكية يدافع ويعمل من أجل مقاربة حل وسط بشأن مشاورات تشكيل الحكومة

شدد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، على أن العقل يقتضي اليوم إيجاد حل وسط بشأن مشاورات تشكيل الحكومة، وذلك بين المقاربة التي تعتبر أن هناك حزبان حسما أمر مشاركتهما إلى جانب العدالة والتنمية، ومن ثم لا تنازل عن أحد هذه الأحزاب الثلاثة، مع ترك الباب مفتوحا أمام أطراف حزبية أخرى، وبين المقاربة الأخرى التي تؤكد استعدادها للمشاركة في الحكومة شريطة خروج أحد الأحزاب الثلاثة.
ولفت بنعبد الله، الذي كان يتحدث مساء أول أمس في لقاء مفتوح مع طلبة المعهد العالي للصحافة والاتصال بالدار البيضاء، إلى أن الحل الوسط تجسده مقاربة أخرى يدافع عنها حزب التقدم والاشتراكية، وتروم )شد لعصا من الوسط(، مبرزا أن هذا ما يعمل الحزب من أجله، وذلك من دون كثير كلام، وغايته هي الوصول إلى حل، وتشكيل الحكومة، وخدمة مصلحة البلاد قبل أي شيء آخر.
من جهة أخرى، أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على أنه لكي نتوفر على حياة سياسية قوية، يجب أن تكون لدينا مؤسسات سياسية قوية، ولكن أيضا طبقة سياسية قوية وإعلام وطني قوي، وهذان الشرطان هما ما ينقصنا اليوم، بحسب المتحدث، الذي نبه جمهور الطلبة والشباب الحاضرين إلى أن ساحتنا السياسية لا تضم الفاسدين وحدهم، ذلك أن )ولاد عبد الواحد ليسوا كلهم واحد(، وإنما هناك كذلك سياسيون يصرون على حمل الكلمة النظيفة، وعلى الالتزام، محذرا من الأحكام الإطلاقية الجاهزة بهذا الخصوص.
وقال المتدخل بأنه يحترم كل من يمارس السياسة بشكل نظيف ونزيه، بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه، وسواء اتفق معه سياسيا أو اختلف معه، وانطلق من ذلك ليرد على بعض أسئلة الحاضرين بخصوص العلاقة بين التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية، حيث كشف على أن السر في نجاحها يكمن في الثقة المتبادلة بين الطرفين، وفيما يسميه المغاربة )الكلمة(، وهذا، في رأي الأمين العام، عنصر غير متوفر في كثير من العلاقات بين الأطراف السياسية والحزبية في بلادنا.
واعتبارا لكون اللقاء يقام داخل معهد للصحافة وأمام جمهور يضم في غالبيته طلبة صحفيون، فضلا عن فعاليات إعلامية وجمعوية وسياسية، فقد لفت محمد نبيل بنعبد الله إلى أنه لما نتابع اليوم ما يحدث في مشهدنا الإعلامي الوطني صلة بتفاعلات الحياة السياسية، فإننا ندرك أننا في حاجة إلى الكثير من الحكمة والجدية والتعقل واحترام أخلاقيات المهنة.
وأضاف، في السياق نفسه، أن الممارسة الصحفية، خصوصا في الإعلام المكتوب وأيضا في الالكتروني، باتت تعاني من توالي الانزلاق نحو أشكال عمل و)أجناس( صحفية لم نألفها من قبل، مستدلا على ذلك بكون بعض الأصوات صار يؤتى بها أو يجري استكتابها، وما تقوله لا علاقة له نهائيا حتى بما كانت هي نفسها تردده وتدافع عنه قبل اقل من ثلاثة أشهر، واعتبر هذا التدني مؤسفا.
وزاد بالقول بأن عددا من الصحف المكتوبة والمواقع الالكترونية  تحولت إلى منابر معلنة وواضحة تروج لرأي سياسي واحد ومعروف، ومؤداه التراجع عن مسلسل الإصلاح، وعن التجربة الديمقراطية برمتها، وهذه المنابر، بحسبه، كانت قد سكتت عن مختلف الانزلاقات والممارسات السلبية التي شهدتها محطة الانتخابات الأخيرة مثلا، ولم تتحدث عن التجاوزات والاختلالات التي استاءت لها فئات واسعة من شعبنا، وصار الشعب بذلك في واد وهذه الوسائل الإعلامية لا تعبر عن كل هذه الانشغالات وبعيدة عنها، وإنما هي أحيانا تروج للانزلاقات وتدافع عنها.
الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية استعرض أمام الحاضرين تطور الصحافة الوطنية وانتقالها من صحافة الأحزاب والرأي في الفترة السابقة، والتي لعبت أدوارا رائدة فيما بلغه مسارنا المجتمعي العام على صعيد الديمقراطية وحرية التعبير والإعلام، وبرغم أنها أحيانا كان الرأي والالتزام الحزبي عندها يطغيان على وظيفة الإخبار، فالمرحلة الموالية تميزت بانفتاح صحافتنا وتطويرها للمضامين الإخبارية، لكن اليوم صحافتنا المكتوبة والالكترونية تعاني من انزلاقات واختلالات نبه المتدخل الصحفيين الشباب إلى أهمية الوعي بها والعمل من أجل تجاوزها عبر تطوير المهنية والالتزام بأخلاقيات المهنة.
وأقر الأمين العام بكون الإعلام بصفة عامة يتطلب مالا كثيرا لكي يعيش، لكنه في نفس الآن حذر من أن يصير المال متحكما في الإعلام، وأن يتحكم كذلك في السياسة، معتبرا أن ذلك هو أقبح ما يمكن أن يحدث لبلد في طور الانتقال الديمقراطي .

بيان24 

تصوير: عقيل مكاو

Related posts

Top