“تكاليفك الصحية على الحكومة”.. شعار اليوم الدولي للتغطية الشاملة

تحتفل منظمة الصحة العالمية بيوم التغطية الصحية الشاملة يومه الخميس 12 دجنبر. ويأتي موضوع هذا العام تحت عنوان “تكاليفك الصحية على الحكومة”، ليؤكد على الدور الذي تضطلع به الحكومات في ضمان عدم اضطرار أي شخص إلى الاختيار بين الرعاية الصحية والاحتياجات الضرورية مثل الغذاء.

وتعني التغطية الصحية الشاملة أن يحصل جميع الأشخاص على المجموعة الكاملة من الخدمات الصحية الجيدة اللازمة متى وأينما يحتاجون إليها، دون التعرض لضائقة مالية. وتشمل السلسلة الكاملة من الخدمات الصحية الأساسية، من تعزيز الصحة إلى الوقاية والعلاج والتأهيل والرعاية الملطفة طيلة العمر.

واحتفالا بيوم التغطية الصحية الشاملة لعام 2024، تدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى تلبية الحاجة الملحة إلى توفير الحماية المالية من خلال اتخاذ إجراءات فورية لضمان إتاحة الخدمات الصحية بتكلفة ميسورة للجميع، لأن “الاستثمار في التغطية الصحية الشاملة يعزز الإنصاف ويعزز الاقتصاد ويخلق مجتمعات أكثر قدرة على الصمود”. كما يتوجب، تقول المنظمة، على الحكومات أن تضمن حماية جميع الناس – لا سيما الأكثر ضعفا – من الأثر المالي لتكاليف الرعاية الصحية.

وحماية الناس من العواقب المالية الناشئة عن دفع تكاليف الخدمات الصحية من أموالهم الخاصة يحد من خطر وقوعهم في الفقر بسبب تكلفة الخدمات والعلاجات اللازمة التي تجبرهم على إنفاق مدخرات العمر أو بيع الأملاك أو الاقتراض، مما يدمر مستقبلهم ومستقبل أولادهم في أغلب الأحيان.

وعلى الرغم من الالتزامات الدولية بالنهوض بالتغطية الصحية الشاملة، إلا أن أكثر من نصف سكان العالم لا يحصلون على الخدمات الصحية الأساسية.

وسجلت المنظمة العالمية للصحة أن مليارا شخص تقريبا يواجهون صعوبات مالية، بما في ذلك مليار شخص يعانون من النفقات الصحية الكارثية من جيوبهم الخاصة (مؤشر أهداف التنمية المستدامة 3-8-2)، أو 344 مليون شخص يغرقون في الفقر المدقع بسبب التكاليف الصحية.

وتفيد دراسات المنظمة أن النسبة المئوية للسكان غير المشمولين بالخدمات الصحية الأساسية انخفضت بحوالي 15% بين عامي 2000 و2021، وأُحرز تقدم ضئيل بعد عام 2015. وفي عام 2021، لم يكن حوالي 4.5 مليار شخص مشمولين بالكامل بالخدمات الصحية الأساسية.

وتقول المنظمة إن جائحة كوفيد-19 زادت من تعطيل الخدمات الأساسية لدى 92% من البلدان في ذروة الجائحة في عام 2021. وفي عام 2022، أبلغت كذلك نسبة 84% من البلدان عن حصول اضطرابات.

وسعيا إلى إعادة البناء على نحو أفضل، توصي المنظمة بإعادة توجيه النظم الصحية باستخدام نهج الرعاية الصحية الأولية. ويمكن تنفيذ معظم التدخلات الأساسية للتغطية الصحية الشاملة (90%) باتباع نهج الرعاية الصحية الأولية، وهو ما قد يؤدي إلى إنقاذ أرواح 60 مليون شخص وزيادة متوسط العمر المتوقع العالمي بمقدار 3.7 سنوات بحلول عام 2030. 

وتحقيق التغطية الصحية الشاملة غاية من الغايات التي حددتها بلدان العالم عندما اعتمدت في عام 2015 أهداف التنمية المستدامة لعام 2030. وقد أكدت البلدان مجددا في الاجتماع الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التغطية الصحية الشاملة في عام 2019 أن الصحة تعتبر شرطا أساسيا لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وحصيلة لهذه التنمية المستدامة ومؤشرا لها. ويستهدف برنامج العمل العام الثالث عشر للمنظمة استفادة مليار شخص آخر من التغطية الصحية الشاملة بحلول عام 2025 بينما يسهم أيضا في تحقيق الغايتين المتمثلتين في حماية مليار شخص آخر من الطوارئ الصحية على نحو أفضل وتمتع مليار شخص آخر بمزيد من الصحة والرفاه.

وتشير المنظمة أن توفير هذه الخدمات يتطلب كذلك وجود عاملين في مجالي الصحة والرعاية يتمتعون بمزيج أمثل من المهارات على جميع مستويات النظام الصحي ويتم توزيعهم توزيعا منصفا وتزويدهم بالدعم الكافي بإتاحة منتجات مضمونة الجودة، وأن يعملوا في ظل ظروف من العمل اللائق.

Top