من أجل فلسطين: الدولة 194

يصر الفلسطينيون بزعامة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) على التوجه إلى الأمم المتحدة في العشرين من شتنبر للمطالبة بعضوية كاملة لدولة فلسطين ضمن حدود الرابع من يونيو 1967.
وفي المقابل لا تخفي واشنطن رفضها للخطوة الفلسطينية، ولوحت بعزمها استعمال الفيتو في مجلس الأمن ضد الطلب، كما يدرك الفلسطينيون أن هذا الرفض الأمريكي قد تليه إجراءات (عقابية أخرى) بما في ذلك احتمال وقف المساعدات عن السلطة الوطنية الفلسطينية.
لا شك أن المعركة الفلسطينية الحالية من أجل اعتراف المجتمع الدولي بالدولة الفلسطينية تحمل الكثير من الرمزية، وأن شعب فلسطين لا يغفل كون المعركة الجوهرية هي في الاستقلال والتحرر وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبناء الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، لكن الرمزيات بدورها تستطيع مراكمة المكاسب وتحقيق الانتصارات.
فلسطين تستحق أن تكون الدولة رقم 194 في الأمم المتحدة، فهي توجد على أرض معروفة، وشعبها يجر وراءه تاريخ طويل وحضارة عريقة، كما أن ميكانيزمات هذا المجتمع الدولي نفسه هي التي أفضت إلى وجود سلطة فلسطينية في رام الله، وبحسب هذه المقومات، فان فلسطين تمتلك شروط العضوية في الأمم المتحدة أكبر مما تمتلكه عدد من الكيانات لا يزيد عدد من يعرفها في العالم عن العشرات…
إن المعركة الفلسطينية الحالية يجب أن تكون مسنودة بقوة من لدن الدول العربية، بالإضافة إلى كل أصدقاء الحرية والسلام عبر العالم، ومن المهم العمل أيضا على مواجهة الضغوط والتهديدات الأمريكية، وذلك بإعلان العرب عن تسديد مستحقاتهم تجاه السلطة الفلسطينية، وأيضا الرفع من الدعم المالي تحسبا لكل إجراء عقابي قد تتخذه واشنطن لاحقا.
ومن جهة ثانية، فان ما يجري اليوم في العديد من البلدان العربية، يحتم على الديبلوماسيات العربية أن تستثمره لدى أمريكا وأوروبا من أجل إقناع العالم بأهمية إسناد السلطة الفلسطينية، وتعزيز دعمها واستقرارها ومصداقيتها، حتى لا تنقلب الأوضاع الفلسطينية الداخلية إلى نفس الصورة التي يتابعها الكل اليوم في اليمن وسوريا وغيرهما.
نتفق على أن إنجاح الدينامية الفلسطينية الحالية يتطلب أولا تثبيت الوحدة الوطنية، وإنجاح المصالحة الداخلية ، ولكن مع ذلك فان المجتمع الدولي والقوى العظمى في العالم، معنية اليوم بحماية الاستقرار الداخلي الفلسطيني، ولن يتم ذلك من دون دعم السلطة الوطنية هناك، والوفاء بكل الالتزامات ذات الصلة بمجالات التنمية والحياة اليومية والاستحقاقات السياسية والأمنية والإستراتيجية.
الفلسطينيون وعلى امتداد الأيام والأسابيع المقبلة يرفعون إذن الأعلام الفلسطينية فوق كل الأسطح والبنايات، وعلى السيارات وفي جميع الواجهات، وفي كل الأمكنة، احتفاء وإصرارا وإعلاء للرمزيات ولإرادة الشعب.
فلسطين تستحق عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
من أجل  دولة فلسطين، العضو ال194 في الأمم المتحدة.
[email protected]

Top