يواصل فريق الدفاع الحسني الجديدي، حصد المزيد من الهزائم، حيث كان آخرها الخسارة غير المتوقعة أمام فريق يعاني جملة من المشاكل، كما أن لاعبيه لم يتدربوا طيلة 10 أيام قبل اللقاء، إضافة ألى أن غاريدو أستعان بلاعبين فاقدي التنافسية، أمام غياب مجموعة من ركائز الفريق الأخضر، إلا أن فريق الدفاع لم ينجح في تجاوز النسور وبالتالي تتوالى نكسات الفريق الدكالي .
وكان الفريق الجديدي قد دخل مرحلة الفراغ مباشرة بعد نهائي كأس العرش، وتراجع مستوى لاعبيه وبالتالي تراجعت نتائجه، و نستعرض 5 عوامل كانت وراء إنتكاسة الفريق.
ضياع الكأس
مباشرة بعد ضياعه الكأس، دخل الفريق الجديدي في سلسلة من النتائج السلبية، وحصد الهزيمة تلوى الأخرى، مما أثر بشكل واضح على نفسية كل مكونات الفريق، التي لم تجد مبررا لهذه النكسة والتي عمرت طويلا، إذ تكبد الفريق أربع هزائم متتالية وبطريقة أقل ما يقال عنها أنها ساذجة، ولم ينجح الفريق في كسب ولو نقطة واحدة من أصل ثلاث مؤجلات، وغالبا ما يكون الفريق الدكالي متقدما في النتيجة، لكن المدرب طاليب لا يوفق في تدبير المباراة إلى نهايتها.
وكان نهائي كأس العرش الذي جمع الفريق الدكالي بالرجاء البيضاوي، هو نقطة التحول في مسار الفريق، والذي أعطى مؤشرات قبل النكسة بأنه سيقارع هذا الموسم على درع البطولة، قبل أن تتحول أحلامه واحلام الجماهير الجديدية إلى التذمر والسخط بفعل تراجع مستوى الفريق وبالتالي تراجع نتائجه.
وهكذا تكون المباراة النهائية أمام الرجاء، هي بداية تحول عرفها الفريق الدكالي نحو النتائج السلبية وفقد الفريق ذلك التناغم والإنسجام الذي ميزه في السابق، وأصبح كل المحبين والأنصار يتخوفون على مستقبل الفريق، في ظل فترة الفراغ التي يمر منها “فارس دكالة “
ضعف كرسي البدلاء
في ظل عدم الأعتماد على خدمات مجموعة من أبناء الفريق الذين يقدمون مستويات طيبة رفقة الفريق الرديف ( آدم بلشهب، حمزة الهنوري، أيوب بنشاوي..)، بات كرسي أحتياط الدفاع الجديدي، يثير سخط الجماهير ويخيب تطلعاتهم خاصة بعد الأنتدابات الأخير التي أججت غضب الأنصار ولاقت إحتجاجا قويا، بدعوى أن العناصر الملتحقة حديثا بالفريق لم تعط الإضافة المرجوة، كاللاعب يونس الحواصي الذي آعتبر صفقة فاشلة، لم يحسب طاليب تبعاتها، كما أن المهاجم عدنان الوردي أضحى عاملا معيقا في الخط الأمامي خاصة وأنه يفوت على الفريق فرصا تكون سانحة للتهديف، أضف إلى ذلك اللاعب حمامي الذي كان عاملا من العوامل التي سببت الهزيمة لفريقه لأنه وفي كل المباريات التي دخلها إما كان وراء ضربة جزاء للخصم أو سجل ضد فريقه كما وقع في مبارتي الوداد والرجاء.
وطالبت الجماهير الدكالية المتعطشة للألقاب بإبعاد كل لاعب تهاون في الدفاع عن قميص الفريق، بل ومعاقبة كل من تسبب بشكل من الأشكال في هزيمة الفريق، لكي يكون اللاعب مسؤولا خاصة وأنه يستنزف خزينة الفريق، ولا يقدم الأضافة.
حراسة المرمى
شكلت حراسة المرمى النقطة التي أججت غضب المحبين والأنصار، خاصة مع توالي أخطاء الحارس الرسمي للفريق الدكالي يحيى الفيلالي، الذي كان سببا في هزيمة فريقه في المباريات الأخيرة، وكاد أن يتسبب في خروجه من منافسات الكأس في مباراة النصف أمام نهضة بركان، حين فاز الفريق بصعوبة بحصة 4/3.
وأضحى من الضروري التفكير في حراسة المرمى إما بعودة الكيناني الذي راكم تجربة وخبرة كبيرة مرورا بأقوى الأندية، بل لم ينهزم الموسم الماضي سوى أربع مباريات، وظل الحارس الرسمي إلى أن باغته المرض أنذاك، قبل أن يسترجع كامل مؤهلاته التقنية والبدنية، أو إعطاء فرصة للحارس الشاب المهدي أكداي، الذي عوض الموسم الماضي الكيناني في المباريات الأربع الأخيرة، وأعطى إشارات واضحة بأنه قادم بقوة .
صراع مع المشوشين
يبدو أن طاليب قد خرج عن تركيزه حين دخل في صراع مع من وصفهم بالمشوشين، بل هددهم في أكثر من مناسبة بالمتابعة القضائية، وبذلك ساءت العلاقة بين الجمهور ومكونات الفريق، زاد من حدة توثرها ضياع الكأس بطريقة ساذجة وتدعو للإستغراب.
ولعل لهذه العلاقة المبنية على العداء والتنافر، بالغ الأثر على الفريق، وهو ما إنعكس سلبا على نتائجه، وبالتالي دخل الفريق الجديدي في دوامة المشاحنات سواء داخل محيط الفريق أو خلال المباريات، كان من أقبحها حين دخل اللاعبان بلال المغري وأنور جيد في ملاسنات أثناء الشوط الأول من مباراة الدفاع والرجاء الأخيرة، وكان من تبعاتها أن أبعد طاليب اللاعب جيد مع مطلع الشوط الثاني، وأدى ثمن هذا الأختيار، حين أقحم مكانه حمامي الذي أمن نتيجة الخصم عبر التسجيل ضد مرماه.
الضغط النفسي
أرجع بعض لاعبي فريق الدفاع الحسني الجديدي تواضع الفريق في الدورات الأخيرة إلى كثرة المباريات، التي أرخت بظلالها على الطراوةالبدنية لأغلب العناصر، الذين وجدوا أنفسهم غيرا قادرين على مسايرة المباراة بنفس الأيقاع إلى نهايتها .
وإذا كان البعض قد أرجع سوء النتائج إلى العياء الذي دب إلى أقدام اللاعبين، فإن البعض الآخر عزا ذلك إلى الضغط النفسي الذي سببه ضياع الكأس من جهة وتوالي الهزائم من جهة أخرى، وهنا لا بد من طرح السؤال التالي:
ماجدوى تواجد المعد الذهني علما أن فريق الدفاع الحسني الجديدي الفريق الوحيد الذي يتوفر على كوتش مونتال؟ فما دوره إذا كان اللاعبون قد يتأثرون بالهزيمة، ولا يستطعون الخروج من دوامة هذا الضغط بالسرعة المطلقة.