‎عودة للبيضاء…

بعد غياب دام سنوات طويلة، يعود الفريق الوطني المغربي لكرة القدم إلى مركب محمد الخامس بالدار البيضاء، بمناسبة إجراء المقابلة القوية أمام منتخب الغابون برسم تصفيات مونديال روسيا 2018 عن المجموعة الثالثة.
عودة لقيت استحسان الجمهور الرياضي، ليس لكون الأغلبية الساحقة من جمهور المنتخب ينتمي إلى نفس المدينة، ولكن لكون هذه المعلمة الرياضية لها رمزية خاصة لدى الجمهور المغربي عامة، ولكونها أيضا ارتبطت بأغلب إنجازات الفريق الوطني، كما شهدت حفلات واستقبالات تاريخية أرخت لإنجازات أبطال الرياضة الوطنية خاصة نجوم ألعاب القوى، كما هو الشأن بالنسبة لنوال المتوكل وسعيد عويطة وأفراد منتخب مكسيكو 86 وغيرهم.
بالإضافة إلى هذه المكانة الخاصة للمنشأة الرياضية، فقد تجاوزت رمزيتها المجال الرياضي لتتحول من المعالم الكبيرة لعاصمة الاقتصاد الوطني، وهو ما يؤكده الاستطلاع الذي أجرى مؤخرا على المستوى العربي حيث صنف مركب محمد الخامس الذي نال شرف الملعب العربي الأكثر شعبية.
انطلاقا من هذه الأهمية المتميزة لهذا الفضاء والمكانة الخاصة التي يحتلها الفريق الوطني لدى الجمهور الرياضي عامة، فإن المطلوب هو أن يكون الجمهور الذي سيحضر بكثافة مساء السبت في مستوى الحدث حتى يربط الماضي بالحاضر، ويظهر بالفعل تشجيعا حضاريا سواء في عملية الدخول والخروج أو أثناء المباراة…
فمسؤولو الجامعة برئاسة فوزي لقجع والطاقم التقني بقيادة هيرفي رونار انتظروا هذه العودة المرتقبة أولا لتشريف المدينة وجمهورها، ولتمكين الفريق الوطني من دعم لا يقارن واللعب أمام جمهور استثنائي يشكل قوة ضاربة ونقط امتياز لا يمكن الاستغناء عنها.
إلا أن هذه المميزات التي يتم استحضارها باستمرار وكانت حاضرة بقوة لدى اتخاذ قرار العودة لمركب محمد الخامس، يمكن أن تخدش أو يتأثر وزنها عندما تحدث حالات الشغب، كما كان الحال مساء أول أمس الثلاثاء خلال اللقاء الذي استقبل فيه الوداد نهضة بركان بمركب الرباط.
أحداث مؤسفة جاءت قبل أربعة أيام من موعد المباراة الهامة ضد منتخب الغابون، وهو سلوك مشين وغير مقبول تماما يستحق أقصى العقوبات، وهو ما يعيد للأذهان النقاش الأزلي حول كيفية مواجهة هذا الشغب التي تحول باستمراره إلى إرهاب حقيقي يستوجب تدخل صارم للدولة.
ما حدث مساء الثلاثاء بالرباط خطير بتحول مباراة رياضية عادية إلى مواجهة بين أفراد من الجمهور والأمن يجب البحث في تفاصيله واتخاذ أقصى العقوبات إلا أن هذا لا يجب أن يلهينا عن الموضوع الأساسي في هذه المرحلة الآني بظرفيته، ألا وهو دعم الفريق الوطني مساء السبت القادم.

محمد الروحلي

الوسوم ,

Related posts

Top