تنخرط بلادنا على غرار البلدان المتحضرة في الاحتفال بالدخول الثقافي؛ بهذه المناسبة كان لبيان اليوم اتصال بمجموعة من المبدعين والنقاد، من أجل الحديث عن الأعمال الجديدة التي يهيئونها للطبع، وقضايا أخرى ذات صلة بالثقافة بوجه عام، ومن أبرز المحاور التي تناولناها معهم:
قراءة للحركة الثقافية خلال السنة الجارية. تقييم الأنشطة التي تقوم بها الجمعيات الثقافية: اتحاد كتاب المغرب، بيت الشعر بالمغرب. قيمة القضايا التي يناقشها المغاربة راهنا ومدى مستوى هذا النقاش. محاولة لتفسير غياب العديد من الأسماء الأدبية والفكرية عن ساحة النشر. المحاكمة القضائية للإنتاج الأدبي والفكري..
< من إصداراتي المعدة للطبع
ـ لدي كتابان جاهزان للطبع، الأول ديوان شعري تشكيلي أحاول من خلاله مقاربة الحالتين الوجدانيتين للقصيدة واللوحة باعتبارهما عمليتين إبداعيتين تتجاوران وتتقاسمان قوة الإحساس وتشتركان في نفس الردود القلقة لأسئلة الوجود العنيفة وتصادمها بأسئلة الواقع المعيشي الصادم بما يترتب عنه من اضطرابات وبؤس وتخلف. باختصار يحتفي هذا الكتاب بالشعر والرسم كثنائية ترمز للقيم الداعمة لمجد الإنسان.
الكتاب الثاني موسوم بـ»قصاصات هائمة» ويضم ملفات ثقافية عدتها مجموعة من الصحف الوطنية وتحاول هذه الملفات تسليط الضوء الكاشف عن الكثير من الأزمات الخانقة للمسار الإبداعي والفكري الناتجة عن عنف السلط الكابحة لإرادة الإبداع.
< أبرز حدث ثقافي؟
ـ لعل أبرز حدث ثقافي في السنة الجارية هو تتويج كتاب ونقاد كبار بجوائزعربية كما حدث مع التجربتين النقديتين لسعيد يقطين وعبد الفتاح كيليطو اللذين ساهما بشكل كبير في المزيد من إثراء المشهد النقدي في الوطن العربي.
< تقهقر
الأنشطة التي ينظمها اتحاد كتاب المغرب بكل فروعه بدأت تشهد نوعا من التقهقر والسبات منذ الاضطرابات الأخيرة الناتجة عن المصالح الشخصية والحساسيات المريضة التي عصفت بالتوازن الثقافي وضربت هذه المؤسسة العتيدة في الأعماق.
< وهم الكلام السخيف
ـ مجموعة من القضايا الشائكة ناقشها المغاربة مؤخرا، من بينها مشاكل الانتخابات التشريعية بضجيجها وسعارها وزيف شعاراتها الجوفاء واغتيالها لأصوات الناخبين بالتوهيم وكل أشكال الخذلان وانتقل الحديث حول أضحية العيد وتكاليفها المنهكة لجيوب الفقراء الذين هدهم ارتفاع الأسعار ومتطلبات الدخول المدرسي الميئوس منه، أما الحديث عن مكر السياسيين ودهائهم في السيطرة على عقول الشعب، تخوضه فئة قليلة لتبقى الفئة الأعم في الناس لا تجيد سوى الثرثرة الفارغة ووهم الكلام السخيف.
< عوامل محبطة
ـ ربما يكون اليأس من العوامل المحبطة والدافعة لغياب الكثير من الأدباء والمفكرين عن مواصلة النشر، واليأس ينتج عن الكثير من العوائق التي تحاصر مسار الكاتب وتجعله في فترة ما يتوقف رغما عنه، وهذا ما يمكنه بالتأكيد أن يحدث في مجتمعنا المتخلف الذي لا حيز له في خريطة نسبة القراءة في دول العالم.
< عداء للأدباء والمفكرين
من عادة كل سلطة استبدادية أن تكن العداء للأدباء والمفكرين بشكل خاص فتحاكم مؤلفاتهم وتصادر وعيهم، لأنها تدرك عن وعي ماكر أن الفكر الأدبي هو المجال الأخصب لممارسة أقصى مستويات التعبير عن الحرية، وهذا يؤثر في النفوس المختلة ويجعل سعيها محموما في محاكمة الفكر والتنوير بشتى الأحكام التعسفية.
< من الأولويات البناءة لحضارة بشرية متكاملة
مغرب اليوم يزخر بالمبدعين الواعدين بحاضر ومستقبل ثقافي قادر على تغيير نمط حياتنا الفاشلة، بفضل نور المعرفة العادلة. لكن من ينبغي عليه أن يصنع الحدث من خلال هؤلاء الفاعلين ويؤسس لدخول ثقافي مؤثر وواضح المعالم هي الدولة الحاكمة بالأساس، غير أن ما يبعث على الخيبة والأسف الشديد أن ثقافة المشرفين على هذا المجال مهزومة وسياستهم خافقة تماما على مواكبة الركب الثقافي الذي سارت على نهجه الدول التي أدركت باكرا ماهية الثقافة والمعرفة وجعلتهما من الأولويات البناءة لحضارة بشرية متكاملة.
اعداد: عبد العالي بركات