البحث العلمي في خدمة البيئة

أكد حفيظ بوطالب جوطي رئيس جامعة محمد الخامس أن المغرب يخطو خطوات جريئة في مجال تكريس وعي بيئي جماعي، مبرزا الأهمية التي يشكلها العلم على مستوى إيجاد نماذج –حلول- للقضايا والإشكاليات البيئية المطروحة.

وأوضح بوطالب الذي كان يتحدث في ندوة صحفية خلال انطلاق الدورة الثامنة للأسبوع الوطني للعلم التي انطلقت فعالياتها بمقر كلية الطب والصيدلة بالرباط  والتي تتزامن هذه السنة مع احتفال عاصمة المملكة والمغرب بمختلف مناطقه  بيوم الأرض والبيئة، قائلا «إن تنظيم هذه الأيام العلمية يروم إلى جعل أشغال البحث العلمي التي تتم في المعاهد والمختبرات التابعة للجامعتين في المجال البيئي تنفتح على مختلف الفئات، بما فيهم مسؤولو ومنتخبو الجهة والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين، وذلك ليس فقط لتحسيسهم بما يترصد المحيط الطبيعي من أخطار بل أيضا من أجل تقديم نماذج علمية لما يمكن اعتباره حلولا لعدد من الإشكاليات البيئية، خاصة على مستوى استعمال بعض المواد التي أظهرت الدراسات أضرارها البليغة على المحيط الطبيعي كالأكياس البلاستيكية …

وأضاف المتحدث «أن الإشكاليات البيئية قد تكون لها تأثيرات محدودة محليا، لكن يمكن أن تحدث آثارا كارثية دوليا وذلك في إشارة إلى المشاكل التي تسبب فيها بركان إسلندا، والتي تمثل دليلا على أن البحث العلمي في مجال البيئة لازال لم يقدم نماذج علمية يمكن أن تعطي نتائج  وتوقعات مضبوطة ومحددة، على اعتبار الجدل الدائر في أوروبا حول علو ومسار الطيران .  وأكد بوطالب على أن المؤسسات الجامعية لازالت مطالبة بالقيام بمجهود جبار على مستوى البحث العلمي، مشيرا أن أسبوع العلم المنظم من طرف قطب البحث والتعليم العالي والذي أحدث عبر توقيع اتفاقية بين جامعتي محمد الخامس السويسي وأكدال، تحت إشراف جلالة الملك محمد السادس في أكتوبر 2009، سيعمل من خلال برنامج مكثف والذي يتوزع عرضه على عدد من المؤسسات التعليمية على ترسيخ التربية على البيئة «فمستقبل البيئة يــرتبط بشكل أكيد بتربية الأجيال الصاعدة».
هذا وستشكل مواضيع التنوع الإحيائي، التغيرات المناخية والبحث العلمي المحاور الكبرى للدورة الثامنة للأسبوع الوطني للعلم الذي سيمتد  من 19 وإلى غاية  24 أبريل الجاري، حيث سيتم مقاربة التنوع البيولوجي للمغرب كأحد البلدان المتوسطية الأكثر غنى في هذا المجال، اعتبارا لتوفره على أكثر من 4500 صنف نباتي، منها 537 صنف قاري و24533 صنف حيواني، بالإضافة إلى تنوع كبير في مجال الأصناف الزراعية والرعوية والأعشاب الطبية .
هذا وبخصوص ارتباط عنوان هذه التظاهرة التي رأت النور سنة 2003 بمبادرة من كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي آنذاك عمر الفاسي الفهري، أبرزت اللجنة التنظيمية أن «هناك محددات تحكمت في هذا الاختيار ويأتي على رأسها  مسار المشاورات الجارية في المغرب حول الميثاق الوطني للبيئة، مؤكدين أن ذلك تم بتشاور وتنسيق مع مختلف الفعاليات المشاركة في هذا الملتقى المنظم بدعم من وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي، وبشراكة مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط-سلا زمور زعير، وولاية الجهة، ومجلس مدينة الرباط، هذا فضلا عن المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية، والمندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر والمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط.

 

Top