حماية التراث والبيئة
افتتحت برواق باب فاس بسلا فعاليات الدورة الثانية لمهرجان “سلوان” الثقافي والتربوي تحت شعار “حماية التراث والبيئة” والذي سيستمر إلى غاية 25 أبريل الجاري وذلك في إطار مواكبة احتفالات الذكرى الأربعين ليوم الأرض والبيئة.
ويندرج هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية (سلا المستقبل) بشراكة وتعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسات عمومية وجمعيات، في إطار الاهتمام بالشأن الثقافي والمساهمة في تنشيط الحياة الثقافية والأدبية والفنية لمدينة سلا ذات المؤهلات التاريخية الكبيرة والموروث الحضاري.
وتميز حفل افتتاح هذا المهرجان، الذي حضره عدد من فعاليات المدينة، بتدشين معرض تشكيلي تلاميذي بعنوان “التربية بألوان الحياة” يضم 365 لوحة تتنوع عناوينها وإيحاءاتها أيضا في بساطة مدهشة في عمقها وجماليتها ومفارقاتها.
ويهدف هذا المعرض، الذي ساهم في إبداع لوحاته الفنية تلاميذ وأطفال (ما بين 9 و17 سنة) ينتمون لمؤسسات تعليمية تابعة للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الرباط سلا زمور زعير، إضافة إلى أطفال نزلاء مركز الإصلاح والتهذيب بسلا، إلى إبراز مهارات وإبداعات هؤلاء الأطفال سواء المتمدرسين أو نزلاء الخيريات ومراكز التهذيب والإصلاح.
وتتشكل هذه اللوحات الفنية من فسيفساء عبارة عن أشكال هندسية وقطع فنية مركبة تشكل لوحة متكاملة يطغى عليها الأسلوب التعبيري والتجريدي وأحيانا الطبيعي والرمزي، كما تعالج تيمة التضاد في الحياة بما فيها جميع الكائنات الحية من إنسان وطبيعة وحيوان ويتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم عدة أنشطة موزعة على فضاءات (دار الثقافة محمد حجي)، و(رواق باب فاس)، و(باب سبتة)، و(الخزانة العلمية الصبيحية)، و(قاعة الأفراح بعمالة سلا)، و(دار الشباب العرجات).
وتشمل هذه الأنشطة تنظيم ندوات فكرية ولقاءات أدبية تهم، على الخصوص، “تحولات المغرب المعاصر” و”الهوية والتنوع الثقافي” والتحديات المعمارية للمدن العتيقة بالمغرب.. سلا نموذجا”، فضلا عن أمسيات شعرية ولقاءات ومقاه أدبية تهم القصة والنقد وتوقيع روايات ولقاءات أدبية وأمسيات شعرية وتربوية وفنية وأيام دراسية كما يتميز برنامج هذه التظاهرة بتنظيم عروض مسرحية للأطفال وعروض سينمائية وحفلات موسيقية وأيام بيئية وتنظيم معارض في الفن التشكيلي، فضلا عن ورشات تحسيسية في مجال البيئة.
وقال رئيس جمعية (سلا المستقبل) اسماعيل العلوي في كلمة بالمناسبة، إن الهدف من تنظيم هذا المهرجان هو “إعطاء دفعة جديدة للعمل الثقافي بمدينة سلا والمساهمة في تعزيز حركية التنمية الثقافية بالمدينة في أبعادها البشرية وامتداداتها الأدبية والفنية والاجتماعية والرياضية.
وأكد العلوي على ضرورة تحقيق التعاون والشراكة بين كل الفاعلين في المدينة وأحوازها من سلطات وجماعات محلية ومصالح خارجية وجمعيات ثقافية وفنية من أجل تنشيط حركة الثقافة بهذه المدينة العريقة التي تعد معلمة حضارية يمتزج فيها عبق التاريخ بزخم الثقافة ومن جهته، أكد رئيس المجلس الجماعي لمدينة سلا نور الدين الأزرق، أن المدينة في حاجة إلى مشاركة جميع الفاعلين، مبرزا أن المجلس سيساهم في جميع المبادرات التي تهم المجال الثقافي عبر مقاربة الشراكة والتشاور من أجل النهوض بالشأن الثقافي بالمدينة.