عبد اللطيف اللعبي يوجه نداء من أجل صياغة ميثاق وطني للثقافة

النفالي: نداء اللعبي جاء ليفصح عن مجموعة من الاختلالات في تدبير الشأن الثقافي المغربي
طنكول:  الثقافة كيان حي يشتغل بإيعاز وتدبير من عدة هياكل وهيئات

أطلق الأديب المغربي عبد اللطيف اللعبي مؤخرا، نداء من أجل ميثاق وطني للثقافة،

داعيا كافة المثقفين والفاعلين في الساحة الوطنية، إلى تحديد موقفهم إزاء “الحالة المزرية لواقعنا الثقافي، والإدلاء بآرائهم حول الإجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة الوضع”.

ورغم اعتراف صاحب هذا النداء، بأن الساحة الوطنية في الآونة الأخيرة، عرفت هزة غير اعتيادية، وكان لها وقع إيجابي، يكمن في انتعاش الجدل حول حقيقة أوضاعنا الثقافية ورهانات الثقافة ببلادنا؛ فإنه لم يغفل الإشارة إلى مفارقة متمثلة في الترويج لمسار الاختيار الديمقراطي والحداثة والتنمية البشرية المستدامة والمشروع المجتمعي الجديد، والقفز في نفس الوقت على المكانة التي يجب أن تحظى بها الثقافة في مسار مثل هذا، والدور الحاسم الذي يمكن أن تضطلع به.
وفي هذا الإطار، قدم مجموعة من المقترحات التي ترتكز على الحاجيات الملحة، وعيا منه بأن ورشة الثقافة تتطلب عملية تشييد استثنائية.
هذا ويدعو الشاعر اللعبي، ضمن مقترحاته، إلى وضع تصميم وطني استعجالي بهدف الاستئصال النهائي لآفة الأمية، والالتزام بتحقيق الهدف من أجل ألا يتعدى الخمس سنوات. مع ضرورة تكوين لجنة علمية عليا متعددة الخبرات، تعهد إليها، مهمة تقصي الأوضاع والحاجيات في ميادين التعليم والثقافة والبحث العلمي. كما يرى بأحقية إطلاق تصميم يهدف إلى تغطية الحاجيات الثقافية الأساسية للبلاد، وذلك بإنشاء البنيات التحتية التي نفتقر إليها، وإنشاء مركز وطني للفنون والآداب يسعى إلى نسج العلاقات مع المبدعين. ومن جملة المقترحات التي وردت في النداء الدعوة إلى تقديم منح للمبدعين تسمح لهم بالتفرغ لإنجاز مشاريع في الإبداع والترجمة، وتوفير فرص للإقامة الموسمية في بيوت أو مراسم مجهزة. والعمل على تكوين هيئة تعنى بشأن الكتاب. وإنشاء وكالة لإشعاع الثقافة المغربية في الخارج. والإقدام على عملية إنقاذ الذاكرة الثقافية المغربية. وإعطاء انطلاقة جديدة وحازمة لعملية إصلاح التعليم.
وبالمناسبة، قال الحسن النفالي، الرئيس المنتدب للائتلاف المغربي للثقافة والفنون، في اتصال أجرته معه بيان اليوم،  إن نداء اللعبي جاء في ظرف معين، يفصح عن مجموعة من الاختلالات في تدبير الشأن الثقافي المغربي. وأوضح النفالي أنه يتفق مع مجمل المقترحات التي تضمنها النداء، باستثناء نقطة واحدة كان اللعبي قد روج لها مؤخرا والمتمثلة في دعوته لإلغاء وزارة الثقافة، إيمانا منه بأن الظرف الراهن لا يسمح بذلك، ولا يعقل ترك الأمور تمشي على عواهنها، بل يمكن التفكير في إنشاء وكالة للتنمية الثقافية، ومدها بالإمكانيات وأدوات الفعل الثقافي.
كما أنه لابد – يضيف النفالي- من توفر الإرادة السياسية للفعل الثقافي، خصوصا وأن هناك غياب رؤية واضحة، في ما يخص النوايا الحقيقية لدعم الثقافة.
وأعطى مثالا بسياسية المخططات التي تنهجها الدولة، كالمخطط الأخضر في مجال الفلاحة، وكذا المخطط الأزرق في مجال الصيد البحري، وأيضا مخطط السياحة… وهي مخططات أعطت أكلها والتي يجب الاقتداء بها في مجال السياسة الثقافية كذلك.
وشدد القول على أنه لابد للجميع من أن ينخرط في الفعل الثقافي، باعتباره قاطرة تقود إلى تنمية المجتمع.
ومن جهته، أكد الباحث والفاعل الجمعوي عبدالرحمن طنكول، على ضرورة إيلاء الثقافة أهمية قصوى، باعتبارها أساس حضارة الأمة، والجسم الذي يمد بلادنا بالمناعة والقوة، مع العلم أنها متنوعة وغنية بموروثها، ومتجذرة في تضاريسها ومنفتحة على الآفاق المستقبلية.
غير أنه أبدى تحفظه من دعوة عبداللطيف اللعبي، إلى جمع التوقيعات للاحتجاج على التردي الثقافي، معتبرا أنها ليست الوسيلة الصائبة لخدمة الثقافة المغربية، كما أن الوضع لا يعالج بهذه الطريقة، سيما وأن الثقافة تعد كيانا حيا، تشتغل بإيعاز وتدبير من عدة هياكل وهيئات، منها السلطات العمومية والمجتمع المدني والمثقفون بانفرادهم، إلى غير ذلك من المتدخلين.
فتغيير الملامح الثقافية – يضيف طنكول في تصريح لبيان اليوم- والسير بها في اتجاه دون آخر، لا يتأتى بفعل التوقيعات، ذلك أن الفعل الثقافي، هو شبيه بالسيل، دائم الحركة، وإن وقعت هناك أعطاب.

Top