شهادة: الهامش القصصي.. كيف؟

ما معنى الهامش القصصي؟

هو الطريق القصصي غير المعبد نحو المركز، في نظر صانع هذه الفكرة المؤدية إلى إبعاد وإقصاء التفكير النابع من الجذور، حيث لا يدرك أن التمرة التي يأكل  منها في سمائه، انطلقت من الأرض بقوة العطاء قبل أن تصل إلى العروق المؤدية إلى  جحيم أمعائه غير المستوعبة للتواصل الإبداعي في المجموعة البشرية بغض النظر عن ماهية المكان والزمان لمصدر الكلمة الطيبة الوجدانية، لنصل إلى مربط الفرس، عن ماهية القصة أو ماهية الإبداع بشكل عام؟

أرى أن الرسالة الإبداعية لا تحمل شارة معينة لجغرافية ما، والمفكر لا يجب أن يهتم  بوسط تلقي فكرته، أكثر مما ينبغي عليه أن يركز في مضمون رسالته الإنسانية بعيدا عن حدود وإطار أعماله الذي قد تتداولها الأجيال بعد فنائه، وبعد بقاء اسمه على لوحة التاريخ، ولكن السؤال الجوهري المحير هو، لماذا التمييز بين إبداع المركز وإبداع الهامش؟

أساسا ليس هناك هامش أو مركز، لكن هناك عطاء أو لا عطاء، والفكرة التي يجب أن ترسخ في الذهن هي أن الفكرة الجيدة، والمضمون المهم هو من يعطي المبدع الجاد، ولا يقارن الإبداع بمكان صدوره أو حدوثه، ولعل من يفكر بمنطق القرب من القرار يساعد على بلورة الأفكار وإيصالها بسرعة وجيزة، يربطها حتما بمداركه ومعارفه الخاصة  المصطدمة مع الواجهة، إذاك لن يبقى له المجال في صقل مواهبه بجدية المقولة والكلمة لأنه يحمي ضعفه المعرفي وراء أجنحة القرار الذي لن يدوم طبعا لأنه غير طبيعي وغير مسئول.++ أما من لديه ملكة التفكير فهو أصلا لا يهتم بدائرة عطائه، وهو مسؤول أمام أفكاره الجادة ويبقى المكان بالنسبة إليه مجرد مكان يتمنى أن يصله إبداعه بطريقة إنسانيته ليس بمعارفه وقوة سلطته.

ما معنى الهامش في نظر الآخر؟

الهامش في نظري هو أن أرى كل من هناك انه بعيد، وعليه أن يلتزم بعدم الدخول إلى القرار إلا بموافقة أهل المكان الذين لهم خاصية قبول الآخر من عدمه، والمهمش هو المبدع الذي يخطو صوب البداية، وعليه أن ينزع  النعال عند رغبة النزول في طهارة المركز، والاستسلام والخروج من دائرة الإبداع  مباشرة عند رغبة الآخر المواجه في الضفة الأخرى، البعيد عن القيود والشروط الإبداعية المصاحبة للتعالي على الآخر وربما إقصائه من مجرد مظهره الشكلي، ويجب عليه أن يكون بزي الإبداع ومرفوقا بشهادة معرفة أهل القرار والتقرب إلى مسيري اللعبة… وربما أشياء أخرى.

أقول لنفسي المتكلمة على لسان أهل الهوى في الإبداع، متى كان الإبداع لعبة؟

ومن هم من خولت لهم أنفسهم اتخاذها موضع القرار؟ وهل للمفكر دائرة محصورة؟ أليس عيبا أن نجعل للإبداع إطارا مجتمعيا أو سياسيا؟

لا يمكن أن تسير الأفكار على منظور الحصر والإطار، بقدر ما ينبغي أن نعمم مفهوم الإنسان كإنسان، وإذا كان نفس المنظور الذي يتغنى بالحداثة في المجتمعات المتقدمة، فإلى نفس الجهة أقول، عن أية حداثة تتحدثون أيها المتخيلون لهذه الأفكار؟

Top