إذا كان الصوم من أركان الإسلام الخمس، ومفروض على كل مسلم بالغ توفرت فيه شروط الصيام، فقد أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة، وحرص على أن يتمتع المسلم بالصحة النفسية والجسمية، لما لذلك من دور مهم في حياة الإنسان، سواء في ممارسة حياته بشكل عام أوممارسة الشعائر والعبادات.
وإذا كان للصوم أهداف نبيلة وسامية، وآثار إيجابية على حياة الفرد، من بينها الحفاظ على الصحة، فإن لهذه الأخيرة (الصحة) دور أهم وبارز في قيام الفرد بهذه الفريضة التعبدية، وبذلك نكون أمام معادلة متساوية، أي أن الصوم يتطلب صحة جيدة، والصحة الجيدة تستدعي الصوم.
وحتى يكون الصوم صحيا ويتم تجنب الوقوع في هلاك النفس والجسم، اختارت جريدة بيان اليوم، مجموعة من الأطباء الاختصاصيين، ليرافقونا خلال هذا الشهر الكريم، عبر مجموعة من النصائح والتوجيهات التي تهم مختلف الأمراض وارتباطها بالصيام، إضافة إلى جملة من التوجيهات التي تهم التغذية الصحية التي يجب اتباعها خلال هذا الشهر الفضيل…
< إعداد: عبد الصمد ادنيدن
الحلقة التاسعة
الدكتور لحنش شراف.. رمضان و قرحة المعدة
بداية نحمد الله تعالى على نعمه التي لا تحصى ولعل نعمة الصيام هي من أعظمها فرمضان كريم لكل المغاربة والمسلمين بشتى بقاع الأرض وكل عام ونحن إلى الله أقرب.
يعتبر الجهاز الهضمي بصفة عامة بداية من الفم وصولا إلى المخرج من أهم الأجهزة التي تتعرض إلى تغييرات مهمة في رمضان نظرا لتغيير العادات الغذائية بشكل كبير، فالإمتناع عن الأكل والشرب لمدد متفاوتة وبعد ذلك استهلاك هاته المواد بشكل حصري ولوقت معين يطرح العديد من التحديات التي تؤثر لا محالة على عمل هذا الجهاز، وبالطبع تبقى المعدة حجر الأساس الذي يقوم بضبط إيقاع عملية الهضم حسب نوعية النظام الغذائي المتبع بالطبع.
الصيام في حال قرحة المعدة:
تبقى قرحة المعدة من أكثر الأمراض التي تطرح العديد من علامات الاستفهام حول قدرة المريض على الصيام من عدمها.
تعريف قرحة المعدة: هي عبارة عن جرح مفتوح يصيب الغشاء المبطن للمعدة مما يؤدي إلى تعرض الجدار المخاطي الذي يحمي المعدة لمختلف الأطعمة والأحماض الشيء الذي يمكنه تطوير هذا الجرح بشكل يجعله خطرا على المعدة والصحة بصفة عامة، وتتعدد أسباب الحرقة المعدية من وجود جرثومة الهيليكوبكتير پيلوري المضرة إلى استهلاك الأدوية المؤثرة على المعدة خاصة مضادات الالتهاب إلى غيرها من الأدوية، هذا دون إغفال التوتر الذهني أو النفسي ونوعية النظام الغذائي المتبع كما أن التدخين واستهلاك الكحول تشكل كذلك عوامل تزيد من خطر الإصابة.
تتعدد الأعراض المصاحبة لقرحة المعدة من الألم الشديد خصوصا في حال فراغ المعدة إلى القيء والغثيان إضافة إلى حرقة المعدة وأحيانا الشعور بالانتفاخ و فقدان الشهية، وفي حال تطور الأعراض يمكن للشخص المصاب تقيء أطعمة مصحوبة بدماء أو وجود دم داكن في البراز، فقر الدم، فقدان الوزن، إعياء شديد، إغماء وأحيانا ضيق في التنفس.
بشكل عام فصيام مريض القرحة المعدية ممكن في حال كان المرض متحكما به أي مع اتباع النصائح الطبية الخاصة بالنظام الغذائي واستهلاك الأدوية الموصوفة التي تحمي المعدة والابتعاد عن العادات السيئة التي تزيد من الاضطرابات الهضمية.
من أجل القدرة على الصيام في ظروف مواتية وجب اتباع النصائح التالية:
* تجنب الحمضيات كالليمون والبرتقال.
* تجنب المقليات والأطعمة التي تستعصي على الهضم.
* تجنب التوابل والبهارات الكثيرة.
* تفادي المشروبات الغازية والعصائر غير الطبيعية.
*تفادي الإفراط في الأكل بشكل يملأ المعدة ويؤدي إلى عسر الهضم وبالتالي الإفراز المفرط للحامض المعدي، لهذا ينصح بتقسيم الوجبات بكميات قليلة واستهلاكها على فترات متباعدة قصد تيسير عملية الهضم.
* عيادة الطبيب قبل دخول شهر رمضان ويستحسن استهلاك الأدوية التي تحمي المعدة قبل وأثناء وبعد رمضان.
* استغلال شهر الصيام للقطع مع العادات السيئة من الإدمان على القهوة، التدخين والكحول.
* الاسترخاء وتفادي التوتر والانفعالات العصبية المفرطة.