أخرجت نتيجة التعادل السلبي التي انتهت بها مباراة الوداد البيضاوي ضد نهضة الزمامرة بمركب محمد الخامس، عن الجولة 22 من البطولة الاحترافية لكرة القدم، المدرب التونسي فوزي البنزرتي عن صمته، إن لم نقل عن جادة صوابه.
قال البنزرتي في تصريح تلفزيوني، إنه لا يعقل أن تلعب مباريات كثيرة، ومهمة في مدة زمنية قصيرة، بالإضافة إلى الأخطاء التحكيمية التي قتلت الوداد مؤخرا، مضيفا أن لاعبي الزمامرة تفننوا في إضاعة الوقت، والحكم لم يحرك ساكنا، مبرزا أن هذا أمر سلبي ويسيء للكرة المغربية.
المؤكد أن خروج المدرب بهذا التصريح، بعد صمت طويل، له خلفيات عديدة، فبعد الحملة التي قادها الوداد ضد التحكيم وما ترتب عنها من مجموعة من إجراءات مواكبة، منها عقد ندوة أسبوعية حول الحالات التحكيمية التي تأثير الجدل، ظهر فجأة البنزرتي مهاجما هو الآخر، التحكيم والبرمجة والفريق الخصم، وكأن هذه العوامل هي التي ضيعت على فريقه فوزا كان جد منتظر.
نتيجة التعادل خدمت مصالح الغريم التقليدي، فريق الرجاء البيضاوي العائد بفوز عريض من طنجة على حساب الاتحاد المحلي بثلاث إصابات لصفر، ليتقلص الفارق بين الناديين البيضاويين، من خمس إلى ثلاث نقاط، ويتواصل الصراع الثنائي حول لقب هذا الموسم، دون إمكانية دخول ناد ثالث في هذا الصراع، بعد ابتعادهما عن صاحب الصف الثالث فريق الجيش الملكي، بفارق مهم من النقط يصعب اللحاق به، إلا إذا حدث شيء خارج المتوقع.
والواقع أن ما صرح به المدرب التونسي، غير منطقي تماما، فكيف يعقل أن يصف أخطاء محتلمة للحكام، بـ “القتل” الممنهج في حق فريقه، وهي عبارة قوية تستحق الوقوف عليها بكثير من المسؤولية، قد تكون هناك أخطاء بالفعل، سواء ضد الوداد أو غيره من الفرق، كما أظهرت ذلك كل التقارير، لكن أن يصف الأمر بالقتل فهذه المبالغة وتصعيد غير مقبول، وهروب للأمام، كمحاولة للتغطية عن أخطاء تقنية يتحمل هو نفسه مسؤوليتها.
فكيف ينتقد هذا المدرب البرمجة التي تطبق بالتساوي على كل الأندية، وبدون استثناء، مع العلم أن الوداد يتوفر على ترسانة قوية من اللاعبين الجاهزين، إذ يقدر العدد بثلاثة فرق كاملة، بينما نجد هذا المدرب المجرب يصر على الاعتماد على 13 أو 14 لاعبا، دون فتح المجال أمام جيش من اللاعبين الذين ملوا من الجلوس بكرسي الاحتياط، أو البقاء طويلا بالمدرجات.
قام الوداد بجلب عدد كبير من اللاعبين الجاهزين، في محاولة للتخفيف من ضغط المباريات، ومواجهة صعوبة اللعب على مختلف الواجهات، إلا أن المكسب لم ينعكس بالإيجاب على الفريق، إذ ظل هذا المدرب الذي لا يستقر على حال “غادي جاي”، يظهر إصرارا غريبا على الاعتماد على نفس التشكيل، مما يعرض للاعبين الأساسيين للاستنزاف، وعدم القدرة على تحمل ضغط توالي المباريات.
الظاهر أن البنزرتي تعود على أخذ الجاهز أو “بري أومبروتي” دون الدخول في صداع الرأس، وتحمل المزيد من العمل، وبرمجة حصص تدريبية إضافية، واختبار قدرات باقي العناصر والوقوف على جاهزيتها، فهناك لاعبون لم يلبسوا قط قميص الوداد هذا الموسم، لا بمباريات البطولة، ولا في الكأس ولا بعصبة الأبطال الإفريقية، وهذا أمر غريب حقا يورط هذا المدرب المفروض أن يتحمل كامل مسؤوليته في قيادة الفريق والإشراف كليا على كل الأمور تهم الجانب التقني.
فمن يتحمل مسؤولية قتل الوداد، هل الحكام أم المدرب نفسه؟
>محمد الروحلي