صدر عن مؤسسة مقاربات بمدينة فاس، الطبعة الأولى لكتاب يوميات الشاعر والإعلامي محمد بلمو الموسومة بعنوان “خمسة أيام في فلسطين المحتلة”، رسم لوحة الغلاف
للفنان الفلسطيني الكبير محمد الركوعي، الكتاب يسرد فيه بلمو يوميات زيارته لفلسطين المحتلة الرحلة ما بين 22 و27 مارس 1999، بتنسيق بين السلطة الفلسطينية ومكتب مطارات المغرب، على إثر إتمام وافتتاح مطار غزة الدولي الذي بناه المغاربة.
يقول القاص والناقد محمد إدارغة في تقديمه للكتاب: “… المعلن عنه أنها رحلة صحفية، رحلة صحفي ضمن وفد صحفي إلى بعض الديار الفلسطينية. رحلة خضعت-لا ريب- لإعداد مسبق وتحضير وتنسيق بين الطرفين المغربي والفلسطيني، وتحديد قبلي للبرنامج والمهام الموكولة لهذا الوفد… رحلة –إذن- تتشارك في أجرأة مساراتها عدة أطراف. ليست رحلة فردية (هي جماعية)، ليست تلقائية تتحرك طبق مبادرات ذاتية (هي صحفية لأداء مهمة صحفية): أي أن الرحلة –هنا وألان- مفروض أن تتم وفق إجراءات تتحكم فيها أطراف تيسيرية وأخرى تعسيرية، تتمثل في الطرف الفلسطيني الذي بذل وسعه في تذليل العقبات والصعوبات التي يختلقها المحتل لإزعاج الوفد الصحافي المغربي، وفي الطرف الإسرائيلي بعديد مكوناته الذي لم يذخر جهدا ولا طريقة تضييقية لعرقلة المسار…
تضييقات ومضايقات هي حصيلة ما يجترحه الاحتلال الصهيوني من أساليب قمعية وقهرية للشعب الفلسطيني، واصطناع شتى الطرائق والمكائد لفرض الأمر الواقع وتكريس الهيمنة وتنفيذ مرحلي متعدد للغاية التهويدية للأرض الفلسطينية.
هذه بعض ملامح المجال الذي كان على الصحفيين التحرك والقيام بمهامهم. مجال ملغوم، ومتوتر، قابل للانفجار في كل لحظة، باعتبار ما تمارسه إسرائيل من سلطات تعسفية في حق الفلسطينيين والهوية الفلسطينية. مجال موجوع، متألم، مقهور، مقموع، مراقب، مضطهد… في مختلف حالاته وأوضاعه، اجتماعيا، اقتصاديا، سياسيا، و..هلم جرّأً
وشرا.
في أجواء هذا المجال تحرك محمد بلمو ورفقاؤه، وعبر احتكاكاته بالأمكنة (بخطوطها الأفقية والعمودية)، وأهل فلسطين… سجل مشاهداته المؤلمة، وتقييداته التي تتنفس وجعا وتعاني مغصا عارما. يتوقف عند الأمكنة متحسرا، مدونا ما طالها من تدخلات تدليسية إسرائيلية سعيا وراء طمس معالم الهوية الأصلية، وعند الأزمنة التي بهتت أرواحها، وأضحت تعيش أنفاسها الأخيرة.. وعند أحوال الناس ومعاناتهم اليومية، من العطالة وشظف العيش، والاضطهاد الصهيوني الثقيل المستدام، النازل بأثقاله على حركاتهم وسكناتهم… ورغم سوء الأحوال، فالملاحظ أن الفلسطيني لا زال متسلحا بالصبر والجلد، ولا زال يمتلك قوة الإرادة والرغبة العارمة في التحرر والانعتاق”.
يذكر أن هذا الكتاب هو السادس في مسيرة الشاعر والإعلامي محمد بلمو، بعد أربع مجاميع شعرية ومسرحية.