اختيارات عموتة

يواصل المنتخب المغربي الرديف استعداده للمشاركة بنهائيات كأس العرب فيفا بقطر، في الفترة ما بين 30 نونبر و18 دجنبر القادمين. 

وينتظر أن يحسم الناخب الوطني الحسين عموتة في لائحة الأسماء التي ستدافع عن قميص “الأسود” الشهر المقبل، وذلك بعد آخر معسكر إعدادي سيقيمه قبل انطلاق هذه البطولة، التي تنظم أول نسخة منها، وقد تكون الأخيرة، مادام اعتراف الفيفا، هو مناسباتي، ويدخل في إطار دعم قطر لتنظيم الحدث الكوني، خريف السنة القادمة.

أوقعت القرعة المنتخب المغربي بالمجموعة الثالثة، وتضم منتخبات السعودية والأردن وفلسطين، والكل يترقب مواجهة مشتعلة ضد المدرب السابق للأسود الفرنسي هيرفي رونار،  المدرب الحالي للمنتخب السعودي، والذي سينافس على مجموعة المدرب الوطني الحسين عموتة، على إحدى تذكرتي هذه المجموعة.

خاض المنتخب الرديف منذ سنتين استعدادات مكثفة من أجل المشاركة بهذا الموعد العربي المرتقب. ولأجل ذلك، تعددت المعسكرات، والمباريات الإعدادية داخل المغرب وخارجه، كما تم اختيار العديد من العناصر، سواء تلك التي تمارس بالبطولة الوطنية، أو بالدوريات العربية و الخليجية.

إلى هنا تبدو الأمور عادية، خاصة وأن المدرب عموتة يعتبر من بين الأطر الوطنية القليلة التي يشهد لها بالكفاءة، ولا أحد يشك في قدراته، إلا أن هناك ملاحظات تبدو ضرورية، في سياق الاختبارات التي يوقع عليها هذا المدرب.

لن ندخل في النقاش الدائر حول الجدوى من تكوين منتخب رديف أو منتخب محلي، فهذا موضوع تتعدد فيه وجهات النظر، وتختلف حوله زوايا الرؤية، دون أن نستثني فرضية المعارضة من أجل المعارضة، أو السعي لربح النقط، وإظهار رد فعل مختلف اتجاه عمل الجامعة وقراراتها، كما لن ندخل في تأييد أو معارضة موقف بعض الأندية التي لا تنظر بعين الرضى لمسألة استدعاء بعض لاعبيها الأساسيين، والضرر الذي يمكن أن يلحق بها في حالة تعرض أحد اللاعبين للإصابة. ما يهمنا الآن هو مكونات اللائحة التي توجه لها الدعوة من طرف عموتة.

توجه الدعوة لخليط من اللاعبين. منهم يمارس بالبطولة المحلية، ومنهم من اختفى عن الأنظار منذ سنوات عديدة، بعد أن ذهب إلى دوريات الخليج بحثا عن تحسين وضعه المالي، أكثر من البحث عن تطوير مستواه التقني، أسماء غابت منذ سنوات عن المنتخبات الوطنية، كما أن تقدمها في السن، يطرح إشكالا حقيقيا بخصوص مسألة الجاهزية.

أسماء لم نعد نسمع عنها أي جديد، لتظهر فجأة للوجود بفضل دعوة الحسين عموتة. هناك من لا يمارس ضمن صفوف فريقه، وهناك من تراجع مستواه، وهناك من يوجد أفضل منه بالبطولة الوطنية.

ملاحظات عديدة تطرح صراحة حول أهمية وجود أسماء بعينها، خاصة وأن المباريات الإعدادية التي جرت حتى الآن، أظهرت محدودية عطاء بعض اللاعبين، إلى درجة يتخيل للبعض أن هناك أهداف أخرى من وراء الاعتماد على لاعبين غير قدرين على منح الإضافة المطلوبة.

فهل هناك محاباة في طريقة استدعاء هذا اللاعب أو ذاك، ؟ وما هي المعطيات التقنية التي اعتمد عليها المدرب عموتة لتوجيه الدعوة لأسماء بعينها؟ وهل من الضروري الاعتماد على لاعبين يمارسون بالدوريات الخليجية، لمجرد أن المنتخب الرديف سيشارك بتظاهرة تحرى بدولة خليجية ؟

عديدة هي الأسئلة وعلامات الاستفهام التي تطرح، بخصوص مرحلة الاستعداد التي يخضع لها منتخب مقبل على المشاركة بتظاهرة ذات طابع إقليمي، لكن برهانات كبيرة، خاصة وأن إدارة الجامعة تنتظر مشاركة فعالة، وتنافس قوي على اللقب.

لن نسمح لأنفسنا بإصدار حكم مسبق و الخروج باستنتاج، أو حتى خلاصات تبدو متسرعة في الوقت الحالي، لكن، كما يقال: العبرة بالخواتم. وما علينا سوى انتظار قيمة المشاركة، لإصدار حكم منطقي مبني على معطيات ملموسة…

حظ سعيد لعموتة و “وليداتو”…

محمد الروحلي

Related posts

Top