جرت العادة ومع بداية كل سنة جامعية أن يتوافد الطلبة الراغبون في استكمال دراستهم بمدن بعيدة عن منازلهم، على الأحياء القريبة من كلياتهم، وذلك من أجل اكتراء محلات أو غرف تأويهم خلال فترة الدراسة.
وتعد مدينة المحمدية من أبرز هذه المدن التي تحتضن الطلبة من جميع بقاع المغرب، نظرا لوجود العديد من الكليات بها، بيد أن أغلب الطلبة يشتكون من غلاء السومة الكرائية بمدينة المحمدية التي لا تتوفر على حي جامعي عمومي.
وأكد يوسف.ج وهو طالب بكلية الحقوق المحمدية، الذي ينحدر من نواحي مدينة سطات، أن أسعار الكراء بمدينة الزهور، مرتفعة بشكل لافت مقارنة مع مدن أخرى، فمن خلال تجربته بعدما كان طالبا بكلية العلوم القانونية والسياسية- سطات، أكد على أن الطالب كان يكتري شقة بمبلغ 1200 درهم فقط، وهو نفس الثمن الذي تكترى به غرفة فقط بمدينة المحمدية، موضحا أن هذه المنازل ذات جودة عالية، وتتوفر بها مجموعة من الخدمات، علما أن تواجد الحي الجامعي بمدينة سطات ليس سببا وراء انخفاض الأسعار، خصوصا وأن الحي الجامعي لا يستفيد منه الجميع، على حد تعبيره.
وفي تصريح آخر لعبد اللطيف ايت عمار الطالب بكلية العلوم والتقنيات بمدينة المحمدية التابعة لجامعة الحسن الثاني – الدار البيضاء، أشار إلى أنه من أبرز الأسباب وراء ارتفاع سومة الكراء هو عدم توفر المدينة على حي جامعي يخفف العبء على الطلبة، الشيء الذي يستغله أصحاب المنازل، بحيث أنهم يعلمون تمام العلم أنه لا ملجأ للطلبة غير الرضوخ لهذه الأسعار، كما أكد الطالب عبد اللطيف أنه وعلى الرغم من افتتاح إقامة جامعية خاصة منذ سنتين بالمدينة إلا أن هذا لم يحدث أي تغيير يذكر، بحيث ظلت الأسعار كما هي.
فيما عزى عزيز عمران وهو طالب بشعبة الاقتصاد بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية، السبب في ذلك إلى ارتفاع المستوى المعيشي بمدينة المحمدية، مؤكدا أن الموقع الجغرافي للمدينة والتي توجد بين مدينتي الرباط والدار البيضاء؛ أي بين قطبين كبيرين بالمملكة، يجعلها مدينة تتسم بالغلاء المعيشي من شتى المناحي، وهو ما انعكس على مسألة أسعار كراء المنازل والغرف.
من جهتها، أفادت الطالبة نورة الزرايدي وهي طالبة بسلك الماستر تخصص التقنيات البديلة لحل المنازعات بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية، أن هناك مجموعة من مالكي المنازل يعرضون الكراء على الطلبة بالسرير، أي أنك داخل منزل معين تكتري سريرا من الأسرة وبسومة كراء غرفة، مشيرة إلى أن الطالبة أو الطالب الذي يدرس بمدينة المحمدية بات وكأنه آت إلى الاصطياف والنزهة في موسم الصيف، بالنظر إلى هذه الأسعار الملتهبة.
ومن جانبه أكد (م.ص) لبيان اليوم أحد مالكي المنازل، أن الكثير من ساكنة المحمدية ولاسيما سكان الأحياء المجاورة للكليات، بات مصدر رزقهم الوحيد في هذه المدينة هو كراء المنازل والغرف، بحيث أنه وبمجرد انتهاء الموسم الجامعي ورحيل الطلبة إلى منازل آبائهم فإن أصحاب المحلات يجهزون بيوتهم لتكترى من قبل ما يعرف بـ “الصيافة” أي العائلات الراغبة في قضاء الصيف بهذه المدينة على اعتبار أنها مدينة تتوفر على شاطئ من بين الشواطئ الجميلة بالمغرب.

< حمزة ايت بوطيب (صحافي متدرب)