مطالب بخفض المؤسسات الكبرى لأسعار المواد الموجهة لمساعدة منكوبي زلزال الحوز

أطلقت نداءات منذ مساء يوم الاثنين من قبل المواطنات والمواطنين مطالبين الشركات الكبرى، خاصة شركات بيع المحروقات والمحلات الكبرى لبيع المواد الغذائية والأبناك، والشركة المدبرة للطريق السيار، إلى تخفيض أسعار هذه المواد، والانخراط بكل قوة في الروح التضامنية التي تعم الوطن من أجل مساعدة والتخفيف عن الساكنة المنكوبة بالمناطق التي أصابها الزلزال من هذه المحنة التي أدمت القلب والروح.

وأكد آلاف المواطنات والمواطنين في تدوينات بنفس المضمون على شبكة مواقع التواصل الاجتماعي، والتي بدت كأنها حملة منظمة، على هذه الشركات إلى عدم الخروج عن صف التضامن والتعاون والذي يضم الملك والشعب بجميع فئاته ومن مجموع التراب الوطني، بالقيام بمبادرة مواطنة تأخذ بعين الاعتبار الظرفية العصيبة التي تمر بها البلاد، بحيث تقوم شركات بيع المحروقات بخفض أثمنة البنزين والمحلات الكبرى بخفض أسعار المواد الغذائية خاصة التي يقتنيها المواطنون لفائدة المنكوبين، على أن تجعل شركة الطريق السيار المرور مجاني للشاحنات والسيارات على المقطع المؤدي لمراكش وأكادير بغرض قصد المناطق المنكوبة.

واعتبر عدد من المواطنات والمواطنين في تدويناتهم، أن الروح الوطنية الحقة تظهر في الأزمات، متوجهين بالحديث إلى الشركات السالف ذكرها «إن الوقت ليس وقت تحقيق الأرباح، بل الوقت وقت تضامن وتقديم الدعم للوطن والمواطنين المنكوبين، وأن روح المواطنة يجب أن لا يتحلى بها المواطن فقط بل أيضا الشركات والتي عليها أن تترجمها عبر أخذ مبادرة لخفض الأثمان ولو لمدة محدودة، فذلك لن يؤثر على مداخيلها السنوية».

وأضافوا بالقول «إن التخفيف من حجم الكارثة وثقل الفاجعة التي أفدى فيها مواطنون ومواطنات، نساء أطفالا، شبابا، كهولا وشيوخا، بأرواحهم ومالهم ومتاعهم باقي الوطن، لن يكون إلا بهذا التضامن والتعاضد حيث تذوب الحواجز بين الطبقات المجتمعية وتعتلي المساواة وتهب جميع مكونات المجتمع المغربي لمد يد العون لجزء من الوطن يئن من جراح الفاجعة».

ويشار أن عملية التضامن الواسعة التي انطلقت بعفوية بعد ساعات قليلة من الزلزال، عبر دعوة شركات الاتصالات الهاتفية إلى تمكين المواطنين بالمناطق الواقعة ببؤرة الزلزال من رصيد مجاني لتمكينهم من إجراء مكالمات، تلتها حملة التبرع بالدم لفائدة الجرحى، والتي سجلت مشاركة هائلة وغير مسبوقة للمواطنين والمواطنات، ولم تتوقف إلا لكون المخزون فاق الحاجيات، لتليها حملة جمع التبرعات خاصة من المواد الغذائية والأغطية والملابس، والتي لازالت سارية عبر مجموع التراب الوطني بجهاته 12 إلى حدود يومه الثلاثاء، والتي أظهرت الوجه الإيجابي لشبكات التواصل الاجتماعي وغطت على الجزء القبيح فيها والذي يستغله أصحاب الضمائر الميتة.

هذا وواصلت عدد من الجمعيات وهيئات المجتمع المدني عمليات جمع المستلزمات والحاجيات والمواد الغذائية لفائدة ساكنة القرى والدواوير الواقعة ببؤرة الزلزال في أعالي جبال الأطلس، حيث لحدود ساعات متأخرة من ليلة الاثنين الثلاثاء شوهدت خلايا من الشباب التي أخذت مكانا لها بتقاطع معين على مستوى أحياء بعدد من المدن، وهي تحمل على سيارات نقل وشاحنات ما تم جمعه من مساعدات طيلة يوم الاثنين لنقله لفائدة بنات وأبناء الوطن المتضررين من الفاجعة، كما شوهد انطلاق شاحنات قاصدة المناطق المتضررة.

وهذا التضامن القوي والجماعي، للتخفيف عن الأرواح المصابة وعن روح الوطن التي مسها هول الفاجعة بوفاة الآلاف من مواطنيه وتهدم منازلهم، وتسجيل الآلاف من المنكوبين، هو في حد ذاته انتصار معنوي مسبق على التداعيات المحتملة للزلزال المدمر والذي ضرب قلب جبال الأطلس، والتأكيد أن المغرب ملكا وشعبا كطائر الفينق قادر على النهوض من الرماد، ومواصلة مسار البناء الديمقراطي والمؤسساتي وتحقيق الرفاه للشعب والبلاد.

فنن العفاني

تصوير: احمد عقيل مكاو

 

Top