الإعلانات والتعهدات المالية المخصصة لدعم العمل المناخي تمثل نقلة استثنائية في “كوب 28”

مثل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) الذي تحتضنه الإمارات نقلة استثنائية في تاريخ العمل المناخي، من خلال الإعلانات والتعهدات المالية المخصصة لدعم العمل المناخي.
وبحسب وثائق صادرة عن المؤتمر فقد نجح هذا الأخير قبل يوم من اختتامه في جمع أكثر من 83 مليار دولار، ليدشن مرحلة جديدة من العمل المناخي. كما تم خلال هذا الحدث العالمي الذي انطلق في 30 نونبر الماضي، إطلاق مجموعة من الإعلانات والتعهدات الأولى من نوعها التي تشمل الانتقال إلى أنظمة غذائية مستدامة وإعلانات كوب 28 بشأن الصحة، والطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، بالإضافة إلى مبادرات لخفض الانبعاثات من الصناعات كثيفة الانبعاثات. كما تم إصدار 11 تعهدا وإعلانا الى حدود اليوم حظيت بدعم استثنائي واسع النطاق .
وتوصلت رئاسة المؤتمر في اليوم الأول من هذا الملتقى الدولي إلى اتفاق تاريخي لتفعيل صندوق عالمي يختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، بحيث تم تقديم تعهدات دولية لتمويله بقيمة 792 مليون دولار، كما تم الإعلان عن تعهدات دولية بقيمة 3.5 مليار دولار لتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر.
وفضلا عن ذلك تم الإعلان عن 134 مليون دولار لصندوق التكيف، وعن تقديم 129.3 مليون دولار لصندوق البلدان الأقل نموا، و31 مليون دولار للصندوق الخاص لتغير المناخ.
وأطلقت الإمارات صندوقا للاستثمار المناخي برأس مال تحفيزي بقيمة 30 مليار دولار، تحت اسم “ألتيرا”، يركز على جذب وتحفيز التمويل الخاص وذلك بهدف جمع وتحفيز 250 مليار دولار إضافية على مستوى العالم.
كما أعلنت الإمارات عن تخصيص 200 مليون دولار من حقوق السحب الخاصة إلى “الصندوق الاستئماني للصلابة والاستدامة”، و150 مليون دولار لأمن المياه.
من جانبه أعلن البنك الدولي عن زيادة قدرها 9 مليارات دولار سنويا (للسنوات 2024 و2025) لتمويل المشروعات المتعلقة بالمناخ، في وقت أعلنت فيه بنوك التنمية متعددة الأطراف الأخرى عن زيادة إضافية في الدعم المقدم للعمل المناخي بقيمة تتجاوز 22.6 مليار دولار.
وشملت التعهدات والإعلانات التي صدرت حتى الآن، إقرار تعهد كوب 28 لزيادة القدرة الإنتاجية لمصادر الطاقة المتجددة ومضاعفة كفاءة الطاقة من جانب 130 دولة وكذا إقرار مجموعة من الإعلانات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي من جانب 153 دولة وبشأن المناخ والصحة من جانب 141 دولة وبشأن التمويل المناخي من جانب 13 دولة.
كما تم إقرار تعهد التبريد العالمي من جانب 66 دولة وإعلان كوب 28 الإمارات بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام من جانب 78 دولة و40 منظمة وإقرار إعلان بشأن الهيدروجين منخفض الانبعاثات ومشتقاته من جانب 37 دولة وإقرار إعلان بشأن مراعاة المساواة بين الجنسين في التحولات الداعمة للعمل المناخي من جانب 78 دولة الى جانب إقرار تعهد تحالف “الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح” (CHAMP) من جانب 67 دولة.
من جهة أخرى شهد ميثاق كوب 28 لخفض انبعاثات قطاع النفط والغاز انضمام 52 شركة، تمثل 40 في المائة من إنتاج النفط العالمي.
كما أن مسرع الانتقال الصناعي أقرته 35 شركة و6 اتحادات صناعية، بما في ذلك الرابطة العالمية للصلب، والمعهد الدولي للألمنيوم، والتحالف العالمي للطاقة المتجددة، والجمعية العالمية للإسمنت والخرسانة، والمبادرة المناخية لقطاع النفط والغاز، والاتحاد الدولي للنقل الجوي.
وفي ما يتعلق بتفاصيل المساهمات المالية المقدمة لدعم العمل المناخي في كوب 28 الى حدود اليوم فقد همت بالخصوص 792 مليون دولار بالنسبة للصندوق العالمي للمناخ المختص بمعالجة التداعيات فيما بلغت بالنسبة لصندوق المناخ الأخضر ( 3.5 مليار دولار (زيادة التجديد الثاني للموارد إلى 12.8 مليار دولار) و134 مليون دولار بالنسبة لصندوق التكيف و129.3 مليون دولار تتعلق بصندوق البلدان الأقل نموا و 31 مليون دولار بالنسبة للصندوق الخاص لتغير المناخ . وشكل كوب 28 منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل، وإتاحة الفرصة لجميع الدول والقطاعات وفئات المجتمع للتعاون وتوحيد الجهود، خاصة في الوقت الذي تتنامى فيه أهمية وضرورة العمل المناخي العالمي.

Top