مصرع 48 شخصا وأضرار جسيمة جراء الزلزال وسط اليابان

يسابق رجال الإنقاذ في اليابان الوقت للعثور على ناجين غداة الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة نوتو في وسط البلاد وأودى بـ48 شخصا على الأقل.
وتسبب الزلزال البالغة شدته 7,5 درجات وضرب مقاطعة إيشيكاوا في جزيرة هونشو بأمواج تسونامي بلغ ارتفاع بعضها أكثر من متر، وباندلاع حريق كبير وتصدع طرق.
وأفادت السلطات المحلية في المقاطعة بمقتل 48 شخصا، في حصيلة يتوقع أن ترتفع مع مواصلة الفرق عمليات البحث بين الأنقاض.
وقالت أكيكو من أمام منزل والدها الذي مال بناؤه في مدينة واجيما المتضررة بشدة “أشعر بالدهشة إزاء حجم الضرر اللاحق بهذا المنزل ومع ذلك تمكنت عائلتي من مغادرته بدون أذى”.
وأضافت لوكالة فرانس برس إن بداية عام 2024 “ستظل مطبوعة في ذاكرتي إلى الأبد” بعد الزلزال “الطويل والعنيف” الاثنين كما قالت.
بدوره قال تسوغوماسا ميهارا (73 عاما) بينما كان يقف أمام مبنى البلدية في طابور يضم المئات من سكان شيكا، البلدة صغيرة في نوتو، للحصول على عبوات مياه الشرب، إن “الهزة كانت شديدة للغاية”.
وأضاف لوكالة فرانس برس “يا لها من بداية مروعة للعام”.
وأعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الثلاثاء أن الزلازل القوي ة والعديدة التي هز ت وسط اليابان تسب بت بسقوط “كثير من الضحايا” وبأضرار ماد ية كبيرة. وأضاف “علينا أن نسابق الوقت” لإنقاذ الأرواح.
وأظهرت مشاهد التقطت من الجو اندلاع حريق هائل في السوق القديم في مدينة واجيما حيث انهار مبنى تجاري من سبعة طوابق. وعرقلت الأضرار الناجمة عن الزلزال جهود فرق الإطفاء.
وانقطعت الكهرباء عن 33,000 مشترك تقريبا في تلك المنطقة حيث انخفضت الحرارة إلى درجات التجمد ليلا، وفق المزود المحلي للطاقة. كما انقطعت خدمة المياه عن العديد من المدن.
وتعرض وسط اليابان لـ210 هزات أرضية حتى مساء الثلاثاء وفقا لوكالة الأرصاد الجوية اليابانية جيه إم إيه. وبلغت قو ة أشدها 7,5 درجات بحسب العهد الأميركي للجيوفيزياء، و7,6 وفق ا للهيئة اليابانية للأرصاد الجوية.
وسجلت هزات قوية في ساعة مبكرة الثلاثاء بلغت شدة إحداها 5,6 درجات، ما دفع بهيئة البث الوطنية لقطع برامجها والانتقال لبرنامج خاص.
كما تسبب الزلزال الذي شعر به أيضا سكان طوكيو، البعيدة 320 كيلومترا من نوتو، بأضرار مادية جسيمة وموجات تسونامي الاثنين على ساحل بحر اليابان.
ورفعت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية صباح الثلاثاء رسميا التحذير من خطر حدوث تسونامي.
وأظهرت مقاطع نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي سيارات ومنازل وجسورا في إيشيكاوا وهي تهتز بعنف بينما كان الناس المذعورون يحتمون في متاجر ومحطات قطارات.
مع شروق شمس الثلاثاء، تبين حجم الدمار الذي عم مناطق أصابها الزلزال، مع المنازل القديمة والمباني المنهارة والطرق المتصدعة وقوارب الصيد المنقلبة أو العالقة والدخان المنبعث وسط أنقاض مشتعلة.
وأظهرت مقاطع مصورة التقطت في واجيما وبثها التلفزيون الياباني رجال الإطفاء يشقون منفذا بين الأنقاض باستخدام منشار كهربائي وهم يصيحون “اصمدوا! اصمدوا!”.
وقال مسؤول في خدمات الطوارئ في واجيما لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن رجال الإطفاء منهكون، مضيفا “نتعامل مع عدة حرائق”، ومكالمات الطوارئ والتبليغ عن الأضرار لا تتوقف.
أتى الحريق في واجيما على 200 مبنى، بحسب تقارير، وتم إجلاء الأهالي في الظلام وكان البعض منهم يحمل أطفالا وبطانيات.
وكتب حاكم إيشيكاوا هيروشي هاسي على وسائل التواصل الاجتماعي أن الطرق مقطوعة في مناطق واسعة بسبب الانهيارات الأرضية أو التصدعات، بينما انقلبت “عدة” مراكب في ميناء سوزو.
ووصف رئيس بلدية سوزو الأضرار التي لحقت بالمدينة بأنها “كارثية”، وقال إن 1000 منزل دمر بالكامل هناك، فيما بات ما بين 4000 إلى 5000 شخص غير قادرين على السكن في منازلهم، وفق ا لوسائل إعلام محلية.
وأشار رئيس الوزراء كيشيدا الثلاثاء إلى وصول تعزيزات قوامها ألف جندي من قوات الدفاع الذاتي اليابانية وأكثر من ألفي عنصر إطفاء ونحو 630 شرطيا إلى المناطق المنكوبة.
وفي مواجهة الكارثة، تم إلغاء التحية العلنية التقليدية لإمبراطور اليابان ناروهيتو وعائلته بمناسبة العام الجديد، والتي كانت مقررة الثلاثاء في طوكيو.
ليلا علق قرابة 1400 شخص في قطارات سريعة معلقة من بينهم سفير جورجيا تيموراز ليجافا الذي أشاد في تصريحات على وسائل التواصل الاجتماعي ب”لطف موظفي المحطة والركاب من حولنا”.
كما علق نحو 1000 راكب آخرين في قطارات سريعة محلية لقرابة 24 ساعة بعد تعليق الخدمة الاثنين، وفق إن إتش كيه.
واحتجز نحو 500 شخص في مطار نوتو الذي لحقت به أضرار، وقطعت الطرق المؤدية إليه وظهرت تصدعات على مدرجه.
تشهد اليابان باستمرار زلازل بسبب وقوعها في منطقة “حزام النار” في المحيط الهادئ التي تشهد نشاطا زلزاليا مرتفعا. وتمتد هذه المنطقة في جنوب شرق آسيا وإلى حوض المحيط الهادئ.
لذلك تفرض السلطات في الأرخبيل معايير بناء صارمة بحيث تكون المباني عموما مقاومة للزلازل القوية فيما السكان معتادون على هذه المواقف ويستعدون لها بانتظام.
وتعرضت البلاد في آذار/مارس 2011 لإحدى أسوأ الكوارث في العصر الحديث، إذ ضرب زلزال بقوة تسع درجات قرب سواحلها الشمالية الشرقية، نتجت منه موجات مد “تسونامي”، وأودى بـ18 ألفا و500 شخص بين قتيل ومفقود.
وأدى الزلزال حينها أيضا إلى حادثة في محطة فوكوشيما النووية، هي الأسوأ منذ كارثة تشيرنوبيل في العام 1986.
وأك دت الحكومة اليابانية أنه لم ي بل غ عن أي خلل حتى الآن في المحطات النووية. وقال الناطق باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي “جرى تأكيد عدم وجود أي خلل في محطة شيكا للطاقة النووية (في إيشيكاوا) ومحطات أخرى حتى الآن”.
ووجهت دول من بينها الصين والولايات المتحدة تعازيها لليابان.

أ.ف.ب

Top