يتجدد اللقاء مساء اليوم الثلاثاء بين كرة القدم المغربية، ونظيرتها الجنوب إفريقية، المناسبة بطبيعة الحال، تتجلى في مواجهة دور ثمن نهاية بطولة كأس إفريقيا للأمم بكوت ديفوار، في نسختها الـ (34).
مواجهة تحتفظ بكل عناصر الإثارة والقوة، وحتى الندية، بالنظر لقيمة المنتخبين معا، وأهمية حضورهما على المستوى القاري…
فالكل يعرف أن المنتخبين مكشوفان لبعضهما البعض، سواء من حيث طريقة اللعب والخطط المتبعة، أو الإمكانيات الفردية التي تتوفر عليها كل تشكيلة على حدة.
وجاءت هذه المعرفة الدقيقة، ليست فقط من خلال المواجهات المتعددة بين المنتخبين، ولكن أيضا على مستوى عصبة الأبطال الأفريقية؛ خاصة بين فريق الوداد البيضاوي ونادي ماميلودي صن داونز، خاصة وأن التشكيلة الأساسية لـ «البافانا بافانا»، تتكون أساسا من لاعبي النادي، الفائز بأول نسخة من دوري السوبر الإفريقي…
والإيجابي أن الروح الرياضية، كانت دائما هي السمة الطاغية، في كل المواجهات، كيفما كان حجمها أو أهميتها، ودرجة الاهتمام بها، حتى ولو ارتبطت بمسار أو مصير أي منهما، فعلى العموم، هناك تقبل النتائج، كيفما كان حصيلتها النهائية، المهم أن هناك احتراما تاما للمعادلة الرياضية التي تبقى فوق كل الاعتبار.
على هذا الأساس، فإن المنتظر أن تعكس مباراة اليوم هذه القيمة، وأن يقدم المنتخبان مستوى يشرف كرة القدم الإفريقية،صحيح أن المواجهة ذات طابع إقصائي، يحدد المسار بباقي المراحل، إلا أن الأهم هو تقديم عطاء يعكس الروح الإفريقية العالية، وأن تكون الغلبة لمن هو أفضل تقنيا وبدنيا، ولمن يقدم عطاء مقنعا…
هذا على المستوى القراءة العامة لما يسبق المباراة، إلا أن المطلوب هو أن يقدم «أسود الأطلس» أداء يليق بالرتبة الأولى قاريا، والرابعة عالميا، وأن تترجم هذه المكانة المتميزة، بتألق مطلوب لأصدقاء العميد غانم سايس…
والجمهور الرياضي الوطني، ينتظر أن تواصل العناصر الوطنية المسار، بنفس التوهج الذي أدهش العالم خلال المونديال القطري، حتى وإن كان الحدث يختلف جملة وتفصيلا، إلا أن هناك إصرارا وعزيمة تمتلك كل اللاعبين، وكل أفراد الطاقم التقني بقيادة وليد الركراكي.
حظا سعيدا نتمناه لفريقنا الوطني، وكل الأمل في أن يوفق، في تحقيق لقب غال تنتظره كل الأوساط الرياضية الوطنية بكثير من شغف منذ عقود خلت…
أيها الأسود واصلوا المسار بكل ثقة، فمن خبر تحدي العالمية، لا يمكنه أن يهاب المطبات القارية…
>محمد الروحلي