انتهت المغامرة مبكرا، وغادر الفريق الوطني المغربي لكرة القدم كأس الأمم الإفريقية، من دور ثمن النهاية، بعد هزيمة قاسية أمام منتخب جنوب إفريقيا، بهدفين لصفر، مع ضياع ضربة جزاء، سددها بطريقة خاطئة، اللاعب أشرف حكيمي…
فالكل يعرف أن منتخب “البافانا بافانا”، مكون أساسا من تشكيلة نادي ماميلودي صانداوز، وهذا الفريق سبق لفريق الوداد البيضاوي مواجهته بمسابقة عصبة الأبطال، وفاز عليه في أكثر من مناسبة، وهذا نقاش آخر، ليس المجال الآن للخوض فيه…
إقصاء خلف ردود فعل غاضبة، من طرف مختلف الأوساط الرياضية وغير الرياضية، والتي كانت تمني النفس، بإمكانية الذهاب بعيدا خلال النسخة الـ34 من “الكان”، والتنافس بقوة من أجل لقب قاري، انتظر لعدة عقود…
مباشرة بعد انتهاء المواجهة ضد منتخب “الأولاد”، خرج المدرب وليد الركراكي، بتصريحات صحفية، حاول من خلالها تبرئة اللاعبين، وتحمل مسؤولية الإقصاء كاملة…
قال “أتحمل المسؤولية لوحدي، وأنا من فشلت في اختياراتي التقنية وأتأسف على عدم التتويج بهذا اللقب، لقد قمت بأخطاء فردية وتكتيكية، وأجالس فوزي لقجع، لتحديد الأفضل لمستقبل المنتخب الوطني المغربي”.
وأضاف مدربنا “اللاعبون قدموا كل ما لديهم، الآن سنفكر جيدا فيما سيأتي مستقبلا، ما يهمني هو الشعب، لم نكن اليوم في مستوى انتظاراتهم، كانوا ينتظرون هذه النسخة لإعادة هذه الكأس، لكننا لم نقم بذلك، سنفكر جيدا في المستقبل، ولكن ليس هناك ما أقوله عن اللاعبين، لقد طبقوا تعليماتي…”.
كان هذا مجمل التصريحات التي أدلى بها، خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة ضد جنوب إفريقيا، إذ حمله نفسه المسؤولية كاملة، محاولا الحفاظ ما أمكن على تماسك مستودع الملابس، وهو موقف طبيعي وعادي، يعبر عنه أي مدرب في مثل هذه الحالات، فالمسؤولية تقتضي التعبير على نفس الموقف، في مثل هذه الظروف الصعبة والقاسية…
مخطئ من يطالب حاليا بضرورة تغيير المدرب، فالظرف لا يسمح، فما تحقق منذ أكثر من سنة، لا يمكن هدمه بلحظات انفعال لحظي، صحيح أن الإقصاء المبكر صعب على الهضم، لكن لابد من مراجعة منطلقات أكدت التجربة خطأها، فأحيانا تحقيق نتائج إيجابية، يغطي على حدوث هفوات، أو ارتكاب أخطاء، تكون أحيانا فادحة….
فلا يمكن الاستمرار في الاعتماد على نفس التشكيلة، دون إحداث تغييرات ضرورية، تمكن من الحفاظ على التماسك والفعالية بنفس القيمة، لا يمكن عدم تجريب تكتيكات مغايرة؛ واختيار خطط بديلة، كما أن المصلحة تقتضي منح الفرصة للاعبين آخرين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمباريات إفريقية محضة، أما لاعبو منتخب أقل من 23 سنة، فأغلبهم ما يزال غير مؤهلين لخوض تجربة الكبار، ليس لأنهم غير مؤهلين من الناحية التقنية والبدنية، لكن لافتقادهم التجربة الكافية، خصوصا عندما تكون المواجهة إفريقية – إفريقية، ولا علاقة لها بتاتا بالأجواء الأوروبية الباردة، أو المباريات التي تجرى بالمدن المغربية، وسط ظروف مثالية..
نعم لبقاء الركراكي ومن معه، لكن لا لاستمرار نفس التعامل، وبطريقة تطغى فيها الأنا، والاعتقاد أن ما تحقق بمونديال قطر، تحول إلى مبرر لإسكات الأفواه، وعدم تقبل الرأي الآخر…
قليلا من التواضع من فضلكم…
محمد الروحلي