تواجه الإدارة الجديدة لنادي الوداد البيضاوي، تمردا مصدره مجموعة من اللاعبين، وتحاول الحد من سلوكات خارج متطلبات الانضباط والسلوك السوي، داخل منظومة من المفروض، أن تحكمها مجموعة من الضوابط والقوانين، في إطار معادلة الحقوق والواجبات…
تمرد يتنوع بين الغياب عن التداريب، وإغلاق الهاتف، ورفض خوض مباريات معينة، وإظهار سلوكات مخلة بالشروط المفروض احترامها، من طرف أي متدخل، سواء أكان لاعبا أو مؤطرا أو إداريا، دون أن نغفل ظهور نوع من التراخي، في الأداء بالعديد من المباريات، خاصة تلك التي حصد خلالها الفريق الأحمر نتائج سلبية، ولعل آخرها الإقصاء المر بمسابقة كأس العرش، أمام فريق الشباب الرياضي السالمي…
مظاهر التمرد لم تعد تخفى على أحد داخل ناد، كانت تحكمه على امتداد التاريخ، الصرامة وضرورة تقدير قيمة القميص ومرجعيته، إلا أن هذه الأسس تراجعت بشكل مخيف، مباشرة بعد المتابعة القضائية لسعيد الناصيري الرئيس الذي حكم الوداد، طيلة عقد من الزمان، بقبضة من الحديد…
فما يجب أن يفهمه كل منتم للقلعة الحمراء، أن نادي الوداد هو كيان مستمر، أما أي شخص كيفما كان وزنه أو نفوذه، فمآله الزوال، طال الأمد أم قصر، وبالتالي لا يجوز أن يربط لاعب مصيره، بتواجد شخص معين، كما يحدث حاليا، حيث كان يعتقد البعض، أنهم يلعبون لسعيد الناصيري، وليس للوداد…
وبالرغم من صعوبة الظرف، فإدارة الوداد مدعوة لإرساء قواعد، تختلف عما سبق، قواعد وضوابط، تحافظ على تماسك النادي، وفق تعاقد يحدد شروط، وآليات التعامل، كل في مجال تخصصه؛ في إطار كما قلنا مبدأ الحقوق والواجبات…
فالوداد سيمثل القارة الإفريقية، بكأس العالم للأندية، التظاهرة العالمية التي ستحتضنها الولايات المتحدة الأمريكية، صيف السنة القادمة، بصيغة جديدة مغايرة كليا لما سبق، وعليه فإنه مطالب بالظهور بمظهر يليق بقيمة كرة القدم الإفريقية والمغربية على وجه الخصوص، بعد أن تحولت إلى علامة للتفوق والإبهار…
والوصول إلى هذا التمثيل الوازن، يمر بالضرورة عبر إعداد جيد، تقنيا وتنظيميا، والاجتهاد في تقديم صورة مشرفة من حيث السلوك، وإظهار نوع من الانضباط المثالي، لأن التمثيل هنا باسم المغرب بالدرجة الأولى…
فنادي الوداد هو الدائم، وهذه هي الحقيقة التي يجب يتم على أساسها أي تعاقد، مع أي متدخل كيفما كان وزنه أو قيمته، لأن النادي بحمولاته المختلفة، أكبر من الأشخاص…
محمد الروحلي