فجر اختيار النجم إبراهيم دياز، تمثيل الفريق الوطني المغربي لكرة القدم، ضجة كبيرة، داخل الأوساط الرياضية الإسبانية بالدرجة الأولى، والأوروبية بصفة عامة…

مفاجأة ظهور دياز بقميص الوطني، خلفت ردود فعل غاضبة، حيث وجهت أصابع الاتهام مباشرة نحو مدرب المنتخب الإسباني، واتهامه بترك جوهرة تضيع من بين أيديه، ومما زاد من درجة الغضب التحاق عناصر، شابة وواعدة بالمنتخبات الوطنية، كيوسف لخديم المعروف بـ “يوسي”، ظهير أيسر فريق فئة الشباب بنادي ريال مدريد، وآدم أزنو لاعب بايرن ميونيخ المنضم للمنتخب الأولمبي، رفقة سليم الجباري لاعب أتلتيكو مدريد، ورشاد فيتال مهاجم نادي ألميريا، وياسين أخوماش لاعب فياريال…

صدمات متتالية، انتقلت أيضا للجارة فرنسا التي يسارع مسؤولو كرة القدم بها، على أمل ثني اللاعب الواعد إلياس بن الصغير، عن عدم الالتحاق نهائيا بالمنتخب الوطني، وهو الذي لعب المباراتين الإعداديتين ضد كل من أنغولا وموريتانيا بقميص “أسود الأطلس”، كما هناك ضغوطات قوية تمارس على نايل العيناوي، نجل نجم التنس السابق يونس، من أجل الحيلولة دون التحاقه بالمنتخب المغربي…

قبل إسبانيا وفرنسا، سبق لبلجيكا أن صدمت بالتحاق بلال الخنوس بالمنتخب المغربي، ولعب مونديال قطر 2022، ويعد حاليا من أفضل اللاعبين الصاعدين بالدوري البلجيكي، أما هولندا فهناك حملة شرسة ضد الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بعد توالي التحاق مجموعة من اللاعبين بالمنتخبات الوطنية وبجل الفئات؛ ولعل أبرزهم إسماعيل الصيباري وغيرهم…

وفي خضم هذا الجدل، والتخوف من فقدان لاعبين آخرين مستقبلا، ارتفعت أصوات تطالب بسن قوانين رادعة، تصل إلى حدود العنصرية، تقضي بعدم السماح بتغيير الجنسية الرياضية، لأي لاعب سبق أن تدرج بجل الفئات، إلا أن هناك صعوبة كبيرة، في إمكانية حصول الإجماع من طرف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، كما أن أصوات الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) منقسمة في هذا الموضوع…

بالفعل هناك عمل كبير تقوم به شبكة من المنقبين المنتشرين التابعين وظيفيا لجامعة كرة القدم، بجل بلدان القارة العجوز، يتعقبون كل موهبة من أصول مغربية، يدخلون في نقاش أولا مع العائلات، ثم بعد ذلك يتم إقناع اللاعب، بأهمية المشروع الطموح الذي تعرفه كرة القدم الوطنية…

كما أن تألق المنتخبات الوطنية بجل الفئات إناثا وذكورا، وخاصة المنتخب الأول، وقيمة التجهيزات المتوفرة، والمنهجية الاحترافية التي يتم التعامل بها إداريا وتقنيا ولوجستيكيا، كلها مميزات أصبحت تترك صدى إيجابيا، على مستوى أبرز الدوريات الأوروبية…

مرة قال رئيس الجامعة فوزي لقجع، إن الضرورة تفرض تجويد التكوين محليا، حتى يصل إلى مستوى ما يؤهل لاعبينا من مضاهاة مواطنيهم بالمهجر، ونصل إلى ضمان توازن في العطاء، ينعكس في تركيبة المنتخبات الوطنية، وهذا هو الرهان الذي يجب أن تنتصر له كرة القدم المغربية خلال السنوات القادمة…

محمد الروحلي