على بعد سبع دورات، من انتهاء البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، يشتد التنافس بين مجموعة من الفرق، إما لاحتلال مراتب متقدمة في الترتيب العام، في وقت قطع فيه فريق الجيش الملكي، خطوات مهمة لنيل لقب هذا الموسم، بالرغم من المطاردة اللصيقة التي يشكلها فريق الرجاء البيضاوي، إلا أن إصرار “العساكر” بدأ يعقد -حقيقة- من مهمة الرجاويين…
وتصارع مجموعة من الفرق، بعضها يجر وراءه تاريخا طويلا وحافلا، من أجل الانعتاق من مخالب السقوط المدوي، كالمولودية الوجدية، وشباب المحمدية، بينما ما يزال اتحاد طنجة، يقاوم من أجل الابتعاد عن المنطقة المكهربة…
التنافس هنا لا يقتصر على نيل اللقب، أو الحفاظ على المكانة بقسم الأضواء، لكن هناك تنافس آخر، يهم نيل لقب هداف الموسم، حيث تشتد المنافسة بين مجموعة من الأسماء، تصارع لكسب الجائزة في تقارب كبير على مستوى الترتيب العام.
فإلى حدود الدورة الخامسة والعشرين، تتصدر ستة أسماء ترتيب الهدافين؛ بمجموع تسعة أهداف، وهي حصيلة جد ضعيفة، لا ترقى إلى قيمة البطولة التي تسمى بـ “الاحترافية”…
وتضم لائحة العشرة الأوائل، لاعبين فقط أجنبيين هما، يسرى بوزوق من الرجاء، وبابي بادجى من المغرب التطوني، بينما يختفي الآخرون، وهنا يمكن مناقشة قيمة اللاعب الأجنبي بالدوري المغربي، وأية إضافة يمكن أن يمنحها للأندية، بالرغم من التكلفة المالية التي تعد باهظة، مقارنة مع الإمكانات المالية المتوفرة…
بالنسبة للأسماء المتصارعة، فهناك إسماعيل خافي ومحسن بن الطيب ومحسن بوريكة وربيع حريمات ويوسف فحلي وغيرهم، ممن يسعون إلى كسب الجائزة، التي توجد بحوزة السنغالي صامبو هداف الوداد البيضاوي الموسم الماضي برصيد 14 هدفا.
وعندما نتحدث عن هدافي البطولة المغربية، يقفز إلى الذاكرة، الرقم القياسي الوطني الذي ما يزال بحوزة محمد البوساتي قلب الهجوم السابق لفريق النادي القنيطري والمنتخب المغربي، في فترة السبعينات والثمانينات، والذي يشكل حتى الآن حالة استثنائية بالدوري المغربي.
فقد سجل آنذاك 25 هدفا خلال موسم 1981-1982، وهو رقم لم يصل إليه أي مهاجم قبله أو بعده، مع الملاحظة أساسية، تتجلى في أن بطولة الموسم الذي فاز فيه هداف “الكاك” باللقب، كانت تضم 18 فريقا عوض 16، كما هو حاصل الآن.
ورغم ذلك، فهذه الملاحظة العددية، لا تنقص من قيمة رقم صامد، لا زال يحتفظ به خريج مدرسة المرحوم الأب الصويري، أمام الفرق شاسع في عدد الأهداف، وفي المستوى أيضا، دون الحديث عن الأخلاق والروح الرياضية العالية، وهي الصفات التي كان يتميز بها البوساتي، افتقدنها للأسف بملاعبنا الوطنية منذ طويلة…
هناك شح في الأهداف، وهناك أيضا نزول في المستوى، شغب متزايد، أخطاء في التحكيم، صراعات هامشية، إفلاس مالي، سيطرة رواد مواقع التواصل الاجتماعي على المشهد، كلها حالات تؤكد أننا بطولة أصبحت للأسف تراوح مكانها، تسجل تراجعا مخيفا، بعدما اعتقدنا أن استمرار تطبيق نظام الاحتراف، سيمنحها انطلاقة قوية ومتجددة…
>محمد الروحلي