يتواصل غياب الرئيس محمد بودريقة عن فريق الرجاء البيضاوي، وقد دخل شهره الرابع لغياب مؤثر على مختلف النواحي، بحكم تعدد المناصب التي يتحملها…
وبعيدا عن مسؤولياته الحزبية والنيابية، وما تركه من فراغ فرض على السلطات العمومية، الشروع في تطبيق مسطرة العزل، فإن ما يهمنا بهذا الركن، الجانب المتعلق بشؤون نادي كرة القدم…
ظاهريا، فإن بودريقة الذي يقال إنه خضع لعملية جراحية كللت بالنجاح، فضل البقاء بالخارج لقضاء فترة نقاهة، وبالرغم من هذه الظروف الصحية القاهرة، فإنه يظهر حرصا كبيرا على متابعة أدق التفاصيل، والتفاعل في كل صغيرة وكبيرة، كما يحرص على إظهار تحمل المسؤولية، واتخاذ قرارات، ولو عن بعد…
يلقى هذا الرئيس الحاضر افتراضيا والغائب جسديا، مساندة مجموعة من المهللين، منهم من يتحرك عن طريق “الريمونت كنترول”، ومنهم من ينطلق من حسن نية، إلا أن هذا الغياب طال أمده، وبالتالي، فإن الانعكاسات السلبية بدأت تظهر على السطح…
غياب تؤكد مجموعة من المعطيات، أن له أسبابا أخرى غير صحية، تحول دون العودة، خاصة بعد محاكمته غيابيا، بسبب متابعات بتهم متعددة، الشيء الذي رجح فرضية التخوف من العودة، وما يمكن أن يترتب عن ذلك من مصير مجهول..
أمام هذه الوضعية غير الواضحة، ظهر انقسام حتى داخل هيأة المنخرطين، بين فئة تؤيد، وأخرى تعارض استمرار حالة غموض، تخلف ارتباكا مؤثرا ينعكس على مسار النادي، ويجعله عرضة للإشاعات والتأويلات، وضعية لا تخدم مصلحة الفريق الأخضر، الذي ما يزال ينافس من أجل كسب لقب، وتمثيل خارجي…
سبق لبودريقة، أن وعد أعضاء من المكتب المسير، وبعض المنخرطين بالعودة للمغرب، مباشرة بعد نهاية شهر رمضان، والآن وبعد أسبوع على هذا الموعد الذي حدده بنفسه، يظهر أن صاحبنا يسعى لربح الوقت، والبحث فقط عن كيفية البقاء في الصورة، لأهداف خاصة، وربما هناك ترتيبات لا يعلمها إلا هو فقط…
إذن، هناك فراغ قاتل، وهناك قرارات عالقة، وهناك أيضا خصاص مالي فظيع، وما يخلفه كل هذا من ارتباك واضح، لترتفع أصوات من الداخل تطالب بعقد جمع استثنائي، ومعالجة قانونية لإشكالات حقيقية يعيشها النادي…
فإلى متى يستمر هذا الوضع؟ وإلى متى يواصل بودريقة هروبه للأمام؟ والإصرار على التمسك بشتى الطرق، بهذا المنصب الذي يتطلب التواجد الدائم والإشراف المباشر…
>محمد الروحلي