لم يمر سوى أسبوعين عن الحوار التلفزيوني، الذي خص به رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، بصفة استثنائية، قناة “أون تايم” المصرية، حتى صدر عن موقع نادي الأهلي خطأ فادح، مس الوحدة الترابية للمغرب…
نشرت لجنة التواصل بإدارة الأهلي، صورة تتضمن خريطة مبتورة، للمملكة المغربية، الأمر الذي تسبب في سخط عارم من طرف أغلب الأوساط المغربية، واعتبر تطاولا على أحد مقدسات المملكة المغربية…
صحيح أن لجنة التواصل بالنادي المصري، سارعت إلى حذف المنشور، مؤكدة أن الخطأ لم يكن مقصودا، وأن الخريطة تم تحميلها عبر منصة “غوغل”، دون انتباه لخريطة بلد ذي سيادة، يحترم كل التزاماته ويحظى بدرجة تقدير عالية على الصعيد الدولي…
ليست هذه المرة الأولى؛ التي يصدر فيها خطأ فادح، صادر عن وسائل التواصل لنفس الفريق، فقد سبق أن بثت قناة الأهلي الرياضية، خريطة المغرب مبتورة من صحرائه، ضمن برنامج “رسالة المونديال”، خلال مواكبة مستجدات بعثة نادي الأهلي بمناسبة مشاركته بكأس العالم للأندية التي نظمها المغرب سنة 2014.
فقد ظهر في بداية البرنامج المذكور، لاعبو لاعبي الأهلي خلال المشاركة بـ “المونداليتو”، وهم يتابعون برنامجا اظهر خريطة المغرب مرسومة باللون الأحمر الذي يرمز إلى العلم الوطني، لكنها منقوصة بشكل واضح من أقاليمنا الصحراوية.
والأكيد أن تكرار الخطأ يعد عملا غير مقبول، يصل إلى مستوى العداء، فلا يمكن في هذه الحالة، تبرير هذا العمل مرة أخرى بغير المقصود، ما دام هذا النادي الذي يوصف بنادي القرن العشرين، ومن المفروض أن يحيط عمل لجانه بكثير من الحرص، والتركيز واليقظة، تفاديا لارتكاب أخطاء، سواء عفوية أو حتى متعمدة، وهنا لا نلغي فرضية تدخل جهات تكن عداء دفينا للمغرب، يمكن أن يكون لها امتداد حتى داخل إدارة الأهلي…
يحدث هذا بعد اليد الممدودة التي قدمها لقجع من خلال الحوار المذكور، والذي عبر خلاله عن درجة تقدير عالية، للشعب المصري الشقيق، ومختلف مؤسساته ورموزه الرياضية…
وتناقلت في حينها مختلف المنصات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، مقتطفات من الحوار، حيث عبرت الجماهير المصرية عن تقديرها الكبير لشخصية لقجع القوية، وإجاباته الواضحة، والتي وضعت حدًا للعديد من الشائعات والأقاويل التي طالته خلال الفترة الماضية.
والغريب أن المتابعين أكدوا أن لقجع تعرض لظلم كبير من قبل بعض وسائل الإعلام المصرية، بعد أن سبق اتهمته بمعاداة الكرة المصرية، ومحاربة النادي الأهلي، إلا أن المعطيات الدقيقة التي قدمها المسؤول المغربي، جعلت الأوساط الرياضية المصرية، تقف أخيرا على الحقيقة، مكتشفة أن إشكال المباراة النهائية التي سبق أن جمعت الوداد والأهلي، يتحمله الاتحاد المصري، ولا علاقة له بإدارة الجامعة المغربية…
إلا أن المؤسف هو أن تصدر أخطاء فادحة صبيانية، تضر بالعلاقة التاريخية بين الشعبين المغربي والمصري، رغم الحرص الكبير من الجانب المغربي على بقاء هذه العلاقة أخوية، خدمة للشعبين الشقيقين…
محمد الروحلي