التحق فريق الرجاء البيضاوي بفريق الجيش الملكي، في نهاية كأس العرش لكرة القدم، بعد الفوز في الدور نصف النهائي الثاني، على حساب مولودية وجدة، بينما حقق الفريق العسكري تأهيله، بعد إقصاء المغرب الفاسي…
ويعد تواجد هذين الفريقين، بالموعد الختامي لمسابقة الكأس الفضية، نتيجة منطقية، بالنظر لمسارهما المتفوق طيلة الموسم، توجاه بالسيطرة دائما على منافسات البطولة، حيث توج الرجاء باللقب، بينما احتل الزعيم مركز الوصافة…
والمثير للانتباه أن الفريقين معا، فرضا قوتهما أمام جل المنافسين، وتبين ذلك من خلال سلم ترتيب بطولة هذا الموسم، حيث ابتعدا عن أقرب منافس، ألا وهو نهضة بركان بـ 19 نقطة بالنسبة للجيش، و 20 نقطة بالنسبة للرجاء، وهو فارق كبير جدا، يظهر البون الشاسع بين المقدمة وكوكبة المطاردة…
ودائما في سياق غرابة معطيات هذا الموسم، فإن نهضة بركان تبتعد هي الأخرى عن ثلاثة أندية تتواجد بالمرتبة الرابعة، بنفس عدد النقط، هي الاتحاد التوركي، وأولمبيك أسفي والوداد البيضاوي، بفارق ثماني نقط، مع اختلاف في النسبة العامة…
وفي سياق نفس الملاحظات، بخصوص ما أسفر عنه الموسم الثالث عشر لما يسمى بـ “الاحتراف”، فإن شباب المحمدية حقق بقاءه بهذا القسم بمجموع 25 نقط، بفارق النسبة العامة عن مولودية وجدة، الذي رافق يوسفية برشيد نحو القسم الثاني، ولا نعتقد أن فريقا ما سبق أن حافظ على مكانته بهذا المجموع من النقط، إذ أن معدل ضمان البقاء كان يفوق الـ30 نقطة…
على مستوى لائحة الهدافين، فصاحب المرتبة الأولى ليس سوى يسري بوزوق؛ برصيد 14 هدفا، وهي حصيلة جد ضعيفة، تسير في نفس اتجاه معطيات الموسم ككل، وهناك ملاحظة أخرى تتجلى في ضعف مردود اللاعبين الأجانب، من حيث تسجيل الأهداف، ففي حدود المرتبة 13 يتواجد ثلاثة أجانب فقط، وإلى جانب الجزائري بوزوق، هناك الإيفواري لامين دياكيتي من الجيش، والسنغالي بابي بادجى من المغرب التطواني برصيد 9 أهداف لكل منهما…
إنها معطيات تظهر إلى حد بعيد أننا أمام موسم استثنائي بكل المقاييس، طبع بمجموعة من الإكراهات والعوامل السلبية، منها إجراء العديد من المباريات بدون جمهور، إغلاق أهم الملاعب بالمدن الكبرى، اضطرابات اللاعبين، كثرة التوقفات، عدم توصل اللاعبين بمستحقاتهم، مما سمح لعدد كبير منهم بفسخ العقد من جانب واحد…
كما أن الأزمة المالية الطاحنة خيمت بظلالها على أجواء هذا الموسم، إذ تعاني الأغلبية الساحقة من الأندية الوطنية من خصاص مالي فظيع، جعلها غير قادرة على الوفاء بكل التزاماتها، اتجاه أصحاب العقود، وباقي المصاريف التي تتزايد من موسم لآخر…
كل هذا يؤكد أن هناك تراجعا واضحا، فرض ضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الاستعجالية، بهدف إرساء نوع من التوزان والحكامة في التسيير والتدبير، وهذا ما يفسر إعلان العصبة الاحترافية لكرة القدم مؤخرا، عن مجموعة من الإجراءات والقرارات التي تسير في اتجاه الحد من الهشاشة التي تعرفها المنظومة ككل…
الموضوعية تفرض القول، إن المراقبة والتشدد في تطبيق القوانين مسألة مفروضة وملحة، لكن لابد من التفكير في كيفية تقديم دعم مالي للأندية، شريطة أن يكون ذلك وفق دفتر تحملات صارم، تفاديا لأي تلاعب أو سلوكات غير قانونية، خاصة بالنسبة الذين تعودوا على عدم الوضوح والنفخ في الأرقام، وتحويل بعض الأندية والفرق، إلى ملكية خاصة بدون حسيب ولا رقيب…
>محمد الروحلي