ترامب يروي وقائع إطلاق النار عليه ويقبل ترشيح الحزب الجمهوري

توقع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يوم الخميس “انتصارا مذهلا” في خطاب قبول ترشيح الحزب الجمهوري له لخوض الانتخابات الرئاسية، مدفوعا بنجاته من محاولة اغتيال وبترنح حملة منافسه جو بايدن.
شد الرئيس السابق البالغ 78عاما اهتمام مناصريه على المسرح لأكثر من 90 دقيقة، مدة تفوق بكثيرالمعدل وفقا لمعايير المؤتمر، وقدم وصفا شخصيا عميقا لتجربة اقترابه من الموت، قبل أن يركز على تعامل الديموقراطيين مع الاقتصاد والهجرة وغيرها من القضايا.
وقال ترامب (78 عاما) في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلووكي “سنحقق انتصارا مذهلا وسنبدأ أعظم أربع سنوات في تاريخ بلادنا”.
وهذا أول خطاب لترامب منذ أن أطلق شاب يبلغ 20 عاما النار عليه خلال تجمع انتخابي نهاية الأسبوع الماضي ما أدى إلى إصابته في الأذن اليمنى ومقتل أحد الحاضرين.
وفي سرده المفعم بالمشاعر لوقائع إطلاق النار قال ترامب “الله كان إلى جانبي” ودعا الحضور إلى دقيقة صمت تكريما لروح عنصر الإطفاء كوري كومبيراتوري الذي قتل في الهجوم. وأمام حشد صامت قبل خوذة رجل الإطفاء على المنصة.
وقال بهدوء “ليس من المفروض أن أكون هنا الليلة” ليعلو هتاف أنصاره “بل مفروض أن تكون هنا”.
قبل دقائق اعتلى ترامب المسرح على وقع هتافات “يو إس إيه” (الولايات المتحدة الأميركية) التي أطلقها حشد أغدق على مدى أسبوع على الرئيس الجمهوري السابق بأوصاف تضعه بمصاف الآلهة.
وقالت تيري أرنولد (64 عاما) وهي من منطقة سياتل لوكالة فرانس برس خلال حضورها أول مؤتمر لها “كان هناك إثارة وأمل. يبدو مفعما بالنشاط”.
أضافت “في وقت سابق هذا الأسبوع، بدا متعبا بعض الشيء، وهذا مفهوم. لقد عانى الكثير”.
وكان من بين الحضور، نجم المصارعة الحرة في الثمانينات هالك هوغان والإعلامي المحافظ الشهير المؤيد لنظريات المؤامرة تاكر كارلسون الذي وصف نجاة ترامب باللحظة التاريخية.
وقال كارلسون “إن ترامب أصبح بعد محاولة الاغتيال زعيم الأمة”.
وفيما قيل “إن خطاب ترامب سيشكل بداية نهج أقل سخطا وأكثر سعيا إلى وحدة الصف، عاد الملياردير الجمهوري سريعا إلى وصف الوضع في الولايات المتحدة على أنه كارثي ويحتاج إلى عملية إنقاذ.
ووعد باستكمال بناء جدارعند الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، وقال “إن غزو” المهاجرين جلب “الدمار” و”البؤس” إلى “أمة في حالة تدهور”.
وتعهد وضع حد لإنفاق بايدن الضخم على مكافحة تغير المناخ، واصفا ذلك بأنه “عملية احتيال”.
وعاد إلى اتهام الديموقراطيين بالتزويرفي هزيمته أمام بايدن في انتخابات 2020. ورغم وعود مساعديه بألا يذكر ترامب اسم بايدن في الخطاب، إلا أن المرشح الجمهوري أشار إلى خصمه و”الضرر” الذي أحدثه.
رغم ما طاله من فضائح وإجراءات عزل بسبب محاولته قلب نتائج انتخابات 2020، وإدانته في 34 جناية في ماي في محاكمة جنائية في نيويورك، تواصل شعبية ترامب الارتفاع في استطلاعات الرأي التي تسبق انتخابات نوفمبر.
والآن، مع اصطفاف الجمهوريين دعما له أكثر من أي وقت مضى، فإنه متفائل بعودة صادمة إلى السلطة.
وفي مواجهة اتهامات بأنه ينوي الحكم كزعيم استبدادي، شدد ترامب على “أنه الشخص الذي ينقذ الديموقراطية” واعتبر التحقيقات الجنائية التي تطاله “مطاردة شعواء”.
ودعا إلى عدم “تجريم المعارضة أو شيطنة الخلافات السياسية”.
ويأتي التأييد العارم لترامب في ميلووكي فيما تعصف أزمة كبيرة ببايدن البالغ 81 عاما.
مساء يوم الخميس بدا أن الحزب الديموقراطي على وشك إجبار الرئيس على الانسحاب وإفساح المجال أمام نائبته كامالا هاريس أو مرشح آخر، وسط تصاعد المخاوف من أن يؤدي تراجع صحته إلى هزيمة في نوفمبر.
وقال جيسون ميلر كبير مستشاري ترامب لوكالة فرانس برس “إن لا شيء سيتغير جوهريا بالنسبة لترامب إذا انسحب بايدن”.
وكانت عائلة ترامب حاضرة. وأثار ابنه إريك حماسة الجمهورهاتفا “فايت فايت فايت” (كافحوا).
وحضرت ميلانيا زوجة ترامب التي غابت عن معظم فاعليات الحملة الانتخابية. ووصلت على وقع التصفيق لكنها لم تتول الكلام في خروج ملحوظ عن الأعراف السياسية في مثل هذه المناسبات.
ووقفت ممسكة بيد زوجها مع أفراد العائلة الآخرين، في ختام المؤتمروسط إطلاق بالونات بيضاء وحمراء.
وانضم إلى ترامب المرشح لمنصب نائبه جاي دي فانس السناتورعن أوهايو البالغ 39 عاما.
وبلهجة مختلفة عن متحدثين آخرين في المؤتمر مثل داينا وايت الرئيس التنفيذي لبطولة ألتيمت فايتيغ للفنون القتالية، قاد الواعظ الإنجيلي فرانكلين غراهام صلاة مطولة من أجل ترامب.
وفيما لا تزال تداعيات أدائه الكارثي في المناظرة أمام ترامب الشهر الماضي تثقل كاهل بايدن، تظهر استطلاعات الرأي أن الفجوة تتسع تدريجا في السباق الذي كان متقارب النتائج لفترة طويلة.
وباتت حملة الجمهوريين تتحدث عن فرص ترامب للفوز في معاقل للديموقراطيين مثل مينيسوتا وفيرجينيا.
 أ.ف.ب

Top