مواجهة قوية منتظرة مساء اليوم على أرضية ملعب “لابوجوار” بمدينة نانت بين المنتخبين المغربي والمصري، في إعادة للمباراة النهائية التي جمعتهما بكأس إفريقيا لأقل من 23 سنة، بالرباط، والتي انتهت بتتويج “أشبال الأطلس” بعد مباراة تاريخية…
الموعد مختلف تماما، ونتيجته تهم هذه المرة، ميدالية اولمبية غالية، وإن كانت من معدن النحاس، كنا نتمناها أن تكون ذهبا، إلا أنها تبقى ذات قيمة، تتوج المسار وتعزز الرصيد، والأكثر من ذلك تطلبت من أجل الوصول إليها الكثير من الجهد والتفكير والتنقلات المكوكية، والموارد المالية المهمة، وأيضا عصارة تفكير مجموعة من المتدخلين، في مقدمتها أطر إدارية وتقنية…
فالمنتخب المغربي وقع على أداء رائع انطلق بأداء متميز بدور المجموعات، حيث احتل المرتبة الأولى بعد انتصارين قويين على حساب الأرجنتين والعراق، ورغم الهزيمة المفاجئة ضد أوكرانيا، إلا أنه كرس ريادته…
أما في دور الربع، فحقق تأهيلا متفوقا بالأداء والنتيجة، بعد أن سحق منتخب الولايات المتحدة الأمريكية بأربعة أهداف لصفر، وكان من الممكن أن يواصل المسار بنفس التفوق، إلا أنه في دور النصف اصطدم بمنتخب إسباني، متماسك الخطوط، فعال في خططه، يتمتع بنوع من التكامل على مستوى الخطوط الثلاث…
ورغم ذلك، كان من الممكن أن يتجاوز “أشبال الأطلس” العقبة الإيبيرية، حيث كانوا سباقين للتسجيل عن طريق ضربة جزاء، ترجمها بنجاح صاحب الاختصاص سفيان رحيمي، هداف المسابقة حتى الآن بستة أهداف…
إلا أن جزئيات صغيرة، حسمت المواجهة لصالح الإسبان الذين تمكنوا من تسجيل هدفين قاتلين في الجولة الثانية، ورغم المجهود القوي الذي بذله أصدقاء العميد أشرف حكيمي، والضغط الذي مارسوا خلال الدقائق الأخيرة، لم يتمكنوا من التعديل، وجر الخصم للشوطين الإضافيين، ولم لا الضربات الترجيحية الفاصلة والحاسمة، في إعادة للسيناريو الناجح الذي طبقه “أسود الأطلس” خلال مونديال قطر 2022.
كل هذا أصبح جزء من الماضي، ونحن الآن أمام مواجهة تبقى حاسمة، يمكن أن تتوج المسار، بالحصول على ميدالية تعد الأولى بالنسبة للرياضيات الجماعية التي تعد فقيرة، حتى على مستوى التأهيل للدورات الأولمبية، فباستثناء كرة القدم التي سبق ان غابت عن الأولمبياد منذ دورة 2012 بلندن، فباقي الأنواع ليست لها القدرة نهائيا في ظل الواقع الحالي، حتى على التأهيل، فبالأحرى المنافسة على الأدوار المتقدمة، وكرة القدم تبحث مساء اليوم عن أول تتويج في تاريخ الرياضة الوطنية، يمكن أن يعزز رصيد ألعاب القوى والملاكمة…
وسيكون منتخبا الوطني في مواجهة منتخب يعرفه جيدا، كما يعرف أسلوبه في اللعب وطريقة أداء لاعبيه، وجاء ذلك من خلال مواجهات سابقة، وأيضا لتقارب المستوى، مما يجعل الحظوظ متقاربة إلى درجة كبيرة، معطيات تؤكد بدون أدنى شك أن المواجهة لن تكن أبدا سهلة ولا في المتناول بالنسبة للطرفين معا…
فمنتخب “الفراعنة” أبانوا خلال هذه الدورة عن مستوى لافت، وطموح كبير في تجاوز مرحلة النصف التي سبق أن خسروها مرتين، خلال دورتي 1928 و1964، حيث احتلوا المركز الرابع، وبدورة 2024 يسعون لاحتلال أكثر من المرتبة الرابعة، والوصول لمنصة التتويج…
والأكيد أن الأشبال يتملكهم طموح كبير، خاصة في ظل دعم قوي وحاسم للجمهور الرياضي الوطني الذي يعد ظاهرة هذه الدورة، إذ يتميز بتنقلاته عبر جل المدن الفرنسية التي لعب بها المنتخب، كما ملأ كل مدرجات الملاعب سواء صاحبة الطاقة الاستيعابية الكبيرة، أو ذات الحمولة الصغيرة، المهم أن حضوره دائم وتشجيعه متميز، خاصة لحظة عزف النشيد الوطني، إلى درجة كبيرة من الروعة والإتقان والانخراط الجماعي، تشد إليها الناظرين وتثير الكثير من الإعجاب والتقدير …
هذا بالنسبة لكرة القدم؛ أما في باقي نتائج المشاركة المغربية، فقد أقصيت صباح أمس الأربعاء لاعبة التايكوندو أميمة البوشتي، من دور ثمن نهاية وزن أقل من 49 كلغ، وذلك بعد خسارتها أمام التايلاندية بانيباك بنتيجة (0-2)، علما أنها فازت في وقت سابق برسم الدور التمهيدي على لاعبة جمهورية تيمور الشرقية أنا دا كوستا دا سيلفا بينتو بنتيجة (2-0).
وإذا تأهلت التايلاندية إلى النهائي، ستحظى البوشتي بفرصة المشاركة بالدور الاستدراكي والتنافس على البرونز.
أما زميلتها فاطمة أبو فارس، فتستهل مشوارها يوم السبت المقبل بمواجهة الأردنية راما أبو الرب في دور ثمن نهاية وزن أكثر من 67 كلغ.
وفي منافسات ألعاب القوى، فشل عبد العاطي الكص في التأهل إلى دور نصف نهائي سباق 800 م بعد حلوله خامسا في السلسلة الأولى من التصفيات بزمن قدره دقيقة و46 ثانية و91/100.
وسيخوض الكص اليوم الخميس الدور الاستدراكي لحجز مكان في نصف النهاية.
يذكر أن العداءة نورة النادي لم تتمكن أول أمس الثلاثاء من حجز مكان في نهائي سباق 400م حواجز، واكتفت بالمركز الثامن بزمن قدره 55 ثانية و50/100 ضمن السلسلة الثالثة بدور نصف النهاية.
وفي سباق السرعة كاياك فردي، أنهى أشرف العيدي مشاركته في المركز السادس والأخير في السلسلة الثالثة بدور ربع النهاية، بتوقيت 4 دقائق وثانيتين و27/100.
باريس : مبعوث بيان اليوم محمد الروحلي
تصوير: عقيل مكاو