هشام الدكيك : لو شاركنا بفريق كامل بدون غيابات لأمكن الفوز بكأس العالم

 حافظ المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة بمدربه على موقعه عالميا ببلوغ دور الربع في المونديال للمرة الثانية، لكن بحسرة من الجميع لكونه لم يقوى على تجاوز هذا الدور بسبب غيابات وراءها أعطاب أقصت عناصر أساسية من مجموعة المنتخب الوطني.

رئيس الجامعة فوزي لقجع استقبل منتخب كرة الصالات وكعادته أشاد بالنتيجة و ترجم الرغبة في تحقيق الأفضل دوليا و أشار إلى ضرورة الانتباه إلى التناغم بالإمكانيات والطموح، وبين أن الرهان يرمي إلى تنظيم المونديال والتباري بطموح يرمي إلى الفوز بكأس العالم مع ضرورة مواصلة الاجتهاد في القواعد حيث الأندية.

وكان فوزي لقجع قد أعلن خلال نفس الحفل أن أن طموح المغرب لا حدود له، وأن التتويج بالألقاب العالمية بات من الممكن في الظرفية الآنية.

وعقب عودة بعثة المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة، أجرت جريدة “بيان اليوم”، حوارا مع الناخب الوطني، هشام الدكيك، مدرب العناصر الوطنية، تحدث فيه عن رحلة المنتخب وعن العقبات التي اعترضت تألق أصدقاء العميد سفيان المسرار.

أين تضع محطة المونديال في رحلة أوزبكستان ؟

المشاركة في هذه الدورة العالمية عنوانها بالنسبة إلينا مشاركة التأكيد والإحترام للمنتخب الوطني المغربي، لأن في المشاركات السابقة كنا ذاك الفريق الذي صنع المفاجأة ببلوغ المونديال للمرة الأولى و الفرح مرتبط بأي نتيجة إيجابية، فوصلنا إلى ربع النهائي في الدورة السابقة بليتوانيا وعدنا فرحين مبتهجين واليوم نعود من أوزبكستان بنفس النتيجة لكن بحسرة وللنتائج مبررات يمكن شرحها.

ويبقى أننا أكدنا أننا ضمن الكبار في كرة الصالات في العالم والكل يحترمنا ويشيد بنا ومن يواجهنا يحترمنا ويهابنا.

عشنا إكراهات وعوائق بسبب لعنة الإصابات حال دون تحقيق الأفضل، وأعتقد أنه يمكن أننا قد نواجه ظروفا صعبة مستقبلا ينبغي التهييء لتجاوزها بنجاح، وعلينا أن نواصل العمل وتأكيد أننا حاليا ضمن الكبار.

والحمد لله نقارع الأقوياء بندية ولاحظ الجميع كيف يضطر خصم قوي اعتماد الدفاع أكثر تفاديا للسقوط أمامنا وهذا حافز يحمسنا في القادم من المنافسات.

ماذا عن لقاء منتخب البرازيل وإعتمادكم عن الحارس الطائر؟

عندما سجل علينا منتخب البرازيل الهدف الأول بدأنا في أعتماد الحارس الطائر منذ الدقيقة الـ 10 وبعد الهدف الثالث أقحمنا المهاجم الطائر  وذلك في الدقائق الأخيرة وهذا نهج حضرناه وإشتغلنا عليه في تداريبنا.

ونحن ندرك أن منتخب البرازيل هو الأقوى في البطولة وكنا نأمل تفاديه في بداية المسار و نواجهه في المباراة الخامسة أو السادسة ونعلم أنه عادة  يعاني في آخر دقائق المباراة لكن للأسف غابت عنا عناصر هامة في التشكيلة و أثر ذلك على مردود فريقنا، ولاحظ الجميع أن فريقنا الوحيد الذي نازل منتخبات في مراتب متقدمة في التصنيف كالبرتغال وإيران والبرازيل وقدمنا كل ما لدينا في المنافسات، منتخب إيران مثلا قوة كبيرة ميدانيا وحضوره وازن عالميا.

هل الجامعة وفرت الإمكانيات الكافية لمنتخب كرة القدم داخل القاعة لتحقيق الأفضل؟

بالفعل توفرت لنا إمكانيات هامة تضاهي إمكانيات المنتخبات الكبرى في العالم وهذا ما يوفره رئيس الجامعة لجميع المنتخبات الوطنية إناثا وذكورا في إطار العمل الرامي إلى تطوير مردود كرة القدم الوطنية عامة و هذا ما مكننا من المشاركة في المستوى العالمي

والاستنتاج الذي خرجت به من دورة أوزبكستان انه لو كان فريقنا كاملا دون غيابات لأمكن الفوز بالكأس،  الآن وقد تأجل هذا الحلم ننتظر اجتهادا أكبر لدى الأندية و تكوين لاعبين بمستوى أرفع خاصة وأن الإتحاد الدولي لكرة القدم تسعى إلى إقحام كرة القدم داخل القاعة في مسابقات الألعاب الأولمبية .

****

الدكيك.. قصة كفاح ونجاح

شكل الانضباط والواقعية خيطان ناظمان لمساره، وتحقيق الانتصار دافعه الأسمى. بفضل صبره وتضحياته، نجح في الرفع من شأن كرة القدم داخل القاعة في المغرب لتعانق السماء على الساحة العالمية. إنه هشام الدكيك.. أو الهدوء الذي لايخلو من قوة.

بالنسبة للدكيك، الموهبة تتيح الفوز بالمباريات، والعمل الجماعي مقرونا بالذكاء يمكن من اقتناص البطولات.

حين يتحدث، يكون واضحا ودقيقا. وعلى أرضية الملعب، فهو رجل تواصل بامتياز، وحازم في نفس الوقت. أضحى ابن مدينة القنيطرة، مع توالي السنين، مهندس ارتقاء كرة القدم داخل القاعة في المغرب إلى العالمية.

وبفضل شخصيته “الأبوية”، عرف كيف يقود مجموعة من الشباب، ويوطد لعلاقات قوية فيما بينهم يسودها التضامن، لخدمة هدف وحيد هو إغناء خزائن الرياضة الوطنية بأثمن الألقاب.

وتوفق هشام الدكيك باقتدار في تنفيذ استراتيجية الجامعة المغربية لكرة القدم لتطوير الكرة الوطنية، وفقا لرؤية جلالة الملك محمد السادس.

وبعد مسيرة كروية حافلة كلاعب في صفوف نادي أجاكس القنيطري والمنتخب الوطني، نقل الدكيك شغفه بكرة القدم داخل القاعة من أرضية الملعب إلى دفة التدريب.

وبعد تقلده مهام تدريب المنتخب الوطني في 2010، اعتمد الدكيك على الجدية والمثابرة لوضع كرة القدم داخل القاعة في المغرب في المسار الصحيح.

وبالفعل، فإن المدرب، البالغ من العمر 51 سنة، سيوقع سريعا على باكورة نجاحاته بالتأهل للمرة الأولى لنهائيات كأس العالم 2012 التي أقيمت في تايلاند.

وسيكون هذا النجاح مجرد فاتحة لسلسلة من الإنجازات، أبرزها التأهل للمرة الثانية على التوالي لكأس العالم 2016 ثم كأس العالم 2021، ما جعل من الدكيك أول مدرب في العالم يبلغ ثلاث نهائيات كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة، على التوالي. وفي ليتوانيا، حقق إنجازا تاريخيا بوضع أسود الأطلس في الدور ربع النهائي.

في غضون ذلك، برز المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة بشكل قوي خلال المنافسات القارية والإقليمية، حيث فاز بثلاث كؤوس إفريقية على التوالي (2016، 2020 و2024) وثلاث كؤوس عربية متتالية (2021، 2022 و2023). وهو إنجاز غير مسبوق.

ووصل هشام الدكيك إلى دور ربع النهائي من كأس العالم التي أقيمت مؤخرا أوزبكستان، مؤكدا أن كل تحدي يواجهه، هو في حد ذاته فرصة لتحقيق تقدم جديد.

لقد أثبت الدكيك، الحائز على لقب أفضل مدرب لكرة القدم داخل القاعة في العالم لسنة 2023 من قبل الموقع المتخصص “فوتسال بلانيت”، صحة هذه المقولة منذ بداية المنافسات.

حاوره: محمد أبو سهل

Top