أشاد رئيس مؤتمر عمداء مدن الولايات المتحدة، أندرو جينتر بـ “رؤية وحكمة” جلالة الملك محمد السادس في مجال تنمية المدن المغربية، وخصوصا مدن الصحراء المغربية.
وقال جينتر، في تصريح للصحافة عقب مباحثاته، أول أمس الثلاثاء بالرباط، مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، إن “رؤية وحكمة جلالة الملك لتنمية مدن المغرب، وخصوصا في الصحراء، نموذجية”.
وأضاف جينتر، الذي يشغل أيضا منصب عمدة مدينة كولومبوس في أوهايو، أن زيارة وفد العمداء الأمريكيين، التي تأتي في إطار اتفاقيات التوأمة بين مدينتي أرلينغتون وكولومبوس الأمريكيتين على التوالي مع العيون والداخلة، تشكل “فرصة ممتازة” للوقوف على مظاهر التقدم الذي أحرزه المغرب تحت قيادة جلالة الملك.
وأشار إلى أن “زيارتنا ستقودنا أيضا إلى الصحراء المغربية، حيث سيتم التوقيع على مذكرتي تفاهم مع مدينتي الداخلة والعيون”.
وبعد أن ذكر باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه، أعرب السيد جينتر عن حماسه للقاء بمنتخبي المنطقة “من أجل الحديث عن الحكم الذاتي واستكشاف سبل التعاون”.
وأبرز أن الوفد الأمريكي أجرى محادثات مع السيد بوريطة حول أهمية التعاون والتنمية المحليين، مذكرا بأن المغرب “هو الصديق الأقدم للولايات المتحدة، ونحن سعداء بتجديد التأكيد على علاقتنا الاستراتيجية”.
وفي هذا السياق، شدد على أن النهوض بالتعاون على مستوى المدن لتعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة والولايات المتحدة أمر “بالغ الاهمية” عبر تطوير “حلول مبتكرة ومتمحورة حول الجماعة” في أفق رفع التحديات المشتركة.
ومن جانبه، صرح جيم روس، عمدة أرلينغتون، بتكساس، أن زيارة الوفد الأمريكي تروم المساهمة في توطيد العلاقات المتميزة بين الولايات المتحدة والمغرب.
وخلص الى أن “هذه العلاقات تمنحنا فرصة لأن نكون أفضل سويا. ذلك ما نؤمن به كأعضاء في مؤتمر عمداء مدن الولايات المتحدة وبصفتنا كعمداء مدن”.
وقد تم، في اليوم ذاته، ، استعراض تجربة المغرب في مجال التدبير المحلي والحكامة الترابية واللامركزية أمام وفد من مؤتمر عمداء مدن الولايات المتحدة، الذي يقوم بزيارة للمملكة.
وتم إبراز إنجازات المغرب في هذا المجال أمام الوفد الأمريكي، الذي يقوده رئيس مؤتمر عمداء مدن الولايات المتحدة، وعمدة مدينة كولومبوس (أوهايو)، أندرو جينتر، خلال لقاء عقد بمقر الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات.
وبهذه المناسبة، أبرز رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، منير ليموري، أن هذا اللقاء يشكل لبنة جديدة في التعاون الثنائي بين المجالس الجماعية بالمغرب ومجالس مختلف المدن والجماعات الترابية الأمريكية، لاسيما في مجال الديمقراطية المحلية والتدبير المحلي والحكامة الترابية.
وأكد ليموري، وهو أيضا عمدة مدينة طنجة، على التزام المملكة في هذه المجالات، مشيرا إلى أن نجاح النموذج التنموي بالأقاليم الجنوبية للمملكة يجسد “العزم الراسخ على رفع تحدي التنمية المستدامة في إطار نظام اللامركزية والجهوية المتقدمة”.
وأضاف أنه “ليس من قبيل الصدفة أن تحتضن بلادنا مقر منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة، وتستضيف قمة المدن الإفريقية، وقمة المناخ +كوب 22+”، مشيرا إلى أن المغرب يتولى أيضا رئاسة المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة من خلال رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات.
من جهتها، قالت عمدة الرباط، فتيحة المودني، إن هذه الزيارة تتيح استكشاف فرص ملموسة كفيلة بتعزيز الروابط بين عمداء المدن الأمريكية ورؤساء المجالس الجماعية المغربية، و”الاستفادة من تجارب بعضنا البعض بما يخدم مصلحة الأجيال القادمة”.
وأضافت أنه “بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك، تم إطلاق العديد من الإصلاحات والاستراتيجيات الرامية إلى تعزيز التنافسية وتسريع وتيرة النمو المجالي في جميع أنحاء البلاد”، مشيرة إلى أن مهمة عمداء المدن تتمثل في الاستجابة لاحتياجات المواطنين، من خلال العمل من أجل تطوير مدن نشطة ومرنة ومندمجة.
من جانبهم، أكد أعضاء الوفد الأمريكي على “الأهمية البالغة” التي تكتسيها رؤية جلالة الملك لتنمية المدن المغربية، مضيفين أن عمداء المدن الأمريكية ورؤساء مجالس الجماعات بالمغرب يقفون في الصفوف الأمامية من أجل الاستجابة لحاجيات الساكنة وخدمتها بشكل فعال.
وتطرقوا أيضا للرهانات الرئيسية التي تواجه المدن الأمريكية في مجالات الإسكان والأمن والتنقل، مشيرين إلى أن 50 في المائة من سكان العالم يعيشون اليوم في مراكز حضرية، وهي نسبة سترتفع إلى 70 في المائة بحلول سنة 2050.
كما تتبع أعضاء الوفد الأمريكي عرضا حول هيكلية الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، التي تضم 1.503 جماعات ترابية، وكذا حول الإطار العام للامركزية وصلاحيات المجالس الجماعية ومهام الجمعية وأنشطتها.
وتتمثل أهداف الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات في نسج روابط التضامن بين رؤساء المجالس الجماعية من أجل تعزيز دورهم كفاعلين في التنمية المحلية، وتعزيز التعاون بين الجماعات الترابية على المستوى الوطني وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة.