لجأت الحكومة إلى دعم استيراد المواشي من أجل إنقاذ القدرة الشرائية للمواطن المغربي، لكن هذا الحل زاد الطين بلة ولم يكن موفقا، بل التهبت أسعار اللحوم الحمراء، وتدهورت القدرة الشرائية للمغاربة، في الوقت الذي لفت خبراء الانتباه للدور الذي قد تلعبه التساقطات المطرية الأخيرة في معالجة المشكلة، ولو بشكل جزئي، لكن هذا لن يحدث في القريب العاجل حسب ما صرح به بعض المهنيين في القطاع.
وتساهم التساقطات المطرية المبكرة في إنعاش المراعي، البديل المجاني لمربي المواشي عن اقتناء الأعلاف التي عرفت أسعارها منذ تفشي أزمة وباء “كورونا” ارتفاعا صاروخيا، فاقم كلفة الإنتاج وانسحب على أسعار البيع، كونه ما زال مستمرا إلى غاية اليوم.
فالعديد من الخبراء رأو أن اغتناء المراعي بالنباتات يؤدي إلى انخفاض الطلب على الأعلاف، مما يساهم بدوره في انخفاض أسعارها.
وفي هذا السياق أكد محمد بنجبلي، رئيس الفدرالية المغربية بقطاع المواشي، أن أسعار الأعلاف ما تزال مرتفعة، إذ يبلغ سعر الأعلاف المركبة ما بين 3.5 و4.30 دراهم، بينما سعر التبن 40 درهما لـ”البالة”.
ولم ينفي بنجبلي، في تصريح لبيان اليوم، تأثير اغتناء المراعي على أسعار الأعلاف ومن ثمة كلفة الإنتاج، غير أنه ليس بالتأثير الفوري على حد قوله؛ “تأثير التساقطات على أسعار الأعلاف، وعلى قطاع تربية المواشي بشكل عام، ويكون على المدى المتوسط. إلى حدود اللحظة ما زال المربون مضطرين لشراء الأعلاف وتحمل كلفتها المرتفعة”، حسب تصريحه لجريدة بيان اليوم.
وأوضح رئيس الفدرالية المغربية بقطاع المواشي، أن أمطار الخير لها تداعيات على القطاع الفلاحي برمته، وتربية المواشي تحديدا، فمن بين التأثيرات التي يترقبها المستهلك المغربي بفارغ الصبر انخفاض أسعار اللحوم الحمراء التي بلغت أسعارها مؤخرا مستويات قياسية.
وفي هذا الصدد، لم يعرب بنجبلي في تصريحه عن تفاؤل فوق العادة، بل أكد أن القطاع بحاجة لثلاث سنوات على الأقل من أجل عودة الأمور لسابق عهدها، وقال المتحدث ذاته، “لن يكون للأمطار تأثير فوري على أسعار اللحوم الحمراء، إذ نحتاج إلى حوالي 3 سنوات متتالية من التساقطات الكافية للرجوع إلى الوضع السابق، وتحقيق انتعاش للقطيع الوطني”، مذكرا بأن المواشي المستوردة هي الطاغية في السوق الوطنية حاليا.
الحكومة تستورد المواشي لخفض أسعار اللحوم الحمراء
الوسوم