رغم أزمة الإجهاد المائي التي يعاني منها منذ 6 سنوات، تمكن المغرب خلال موسم 2023/2024 من تصدير ما مجموعه 58 مليون كيلوغرام من الطماطم نحو إسبانيا، وهو ما يعادل 31 بالمائة من إجمالي الواردات الإسباني..
وأفاد موقع “هورتو إنفو”، الإسباني والمتخصص في تحليل البيانات الفلاحية، أن المغرب يحتل المركز الثاني كأكبر مصدر للطماطم بعد البرتغال التي تحتل المرتبة الأولى في هذا المجال.
وواصل المغرب تحقيق أرقام قياسية في صادرات الطماطم إلى الخارج، حيث صدر ما مجموعه 424 ألف طن إلى الأسواق الدولية ما بين يناير ويوليوز من السنة الجارية، أي ما يقارب 16 بالمائة مقارنة بنفس الفترة على مدى السنوات السابقة.
ويواصل المغرب جهوده من أجل رفع صادراته للحفاظ على مكانته العالمية، كثالث مصدر للطماطم في العالم، بالرغم أن هناك تقارير سابقة كانت قد أوضحت أن اسبانيا تتجه نحو خفض وارداتها من الطماطم المغربية.
وتأتي هذه الأرقام في ظل الأزمة المائية التي تعانيها المملكة لعامها السادس على التوالي، حيث أصبحت أولوية البلاد هي البحث عن تدابير جديدة ومبتكرة لتحقيق الأمن المائي.
وفي هذا السياق تواصلت جريدة بيان اليوم مع عبد الحكيم الفيلالي أستاذ علم المناخ والبحث في قضايا البيئة والماء، والذي أكد أن الجهود المبذولة في رفع صادرات الطماطم إلى دول الخارج، في ظل الإجهاد المائي الذي يعرفه المغرب، يجب في الأساس أن تبذل للحفاظ على الفرشة المائية، حيث أوضح أن المياه الصالحة للزراعة تتعرض للهدر بفعل تقادم قنوات الري والتسرب الجوفي.
وأضاف عبد الحكيم الفيلالي أن غياب استراتيجية حاكمة للنشاط البشري، خاصة في مجال الزراعة، أدى بشكل كبير إلى تفاقم الأزمة، وشدد على أن العديد من الجمعيات البيئية تحمل المسؤولية لمزارعي محاصيل مثل البطيخ الأحمر والأفوكادو والطماطم، بالنظر لكون هذه الزراعات تستهلك كل عام أزيد من 15 مليون متر مكعب من المياه، وتسببت في استنزاف المياه الجوفية.
وفي سياق متصل أكد محمد بازة، الخبير الدولي في الموارد المائية، في تصريح لجريدة بيان اليوم، أن أرقام صادرات الطماطم، والتي تم تحقيقها خلال ذروة فترة الجفاف والأزمة المائية التي يعاني منها المغرب حاليا، تؤكد افتقار الحكومة لخبرة في إدارة الأزمة المائية، كما أنها أرقام لا تعكس الوضع الراهن في البلاد، بل تتناقض تماما معه، و لا تتماشى مع المنطق العلمي وتوصيات الخبراء بشأن إدارة الأزمة المائية.
وأشار الخبير في الموارد المائية، أن كل كيلوغرام من الطماطم يتطلب ما يقرب 214 لتر من الماء، ولذا فالكمية المصدرة حاليا تطلبت أزيد من 153 مليون متر مكعب من المياه، وهو ما يعادل الطاقة التخزينية لسد سيدي الشاهد أو متوسط الاستهلاك السنوي من مياه الشرب لأزيد من 15 بالمائة من سكان المغرب.
وقال بازة متأسفا، ” كيف يمكن استنزاف المخزون المائي المخصص لاستهلاك السكان وكل الكائنات الحية خاصة في المناطق النائية والتي تفتقر إلى بدائل لموارد المياه، وعندما تجف تلك المياه تبقى الساكنة مرغمة على الهجرة، وهذه ظاهرة تفاقمت كثيرا خصوصا في سنوات الجفاف”.
هاجر العزوزي