افتتح حديثًا فندق “تاج شفشاون” في قلب المدينة الزرقاء، ليكون وجهة فاخرة ومميزة لعشاق السفر الذين يبحثون عن تجربة تجمع بين أصالة الثقافة المغربية والخدمات العصرية. هذا الفندق، الذي يعد مشروعا شخصيا فريدا لصاحبه، يمثل ثمرة سنوات من الشغف والتخطيط لتقديم تجربة إقامة استثنائية في مدينة تعشقها القلوب.

حكاية حب شفشاونية تثمر فندقا عالميا

في حديث مؤثر عن خلفيات افتتاح الفندق، يقول صاحبه: “حبي لمدينة شفشاون بدأ منذ ثلاثين سنة، وبفضل تيسير الله تزوجت من “شاونية” وأبنائي “شاونيين”. الشاون تسكنني وتجذبني إليها دائما. بعد ثلاثين عاما من العمل في الخارج، حيث كنت أسافر باستمرار وأقيم في فنادق بمختلف أنحاء العالم، اكتسبت خبرة واسعة عن طريق الاحتكاك والتجربة. وحين عدت إلى المغرب، أدركت أن شفشاون تفتقر لمشاريع جيدة تقدم خدمات بجودة متميزة وبأسعار معقولة”.

وأضاف: “بالتعاون مع أصدقائي، استغرقنا ثلاث سنوات من العمل المتواصل لتشييد هذا الفندق، بتكلفة تجاوزت 36 مليون درهم، من أموالنا الخاصة. أردنا أن يكون “تاج شفشاون” مختلفا، حيث يعكس الثقافة المغربية الأصيلة والمعاصرة، من خلال تفاصيل كل غرفة وكل زاوية”.

تحفة معمارية وروح أصيلة

صمم الفندق ليكون تجسيدا للرقي والجمال، مع لمسات مستوحاة من الطراز الأندلسي وزخارف تجمع بين الماضي والحاضر.

يضم الفندق غرفا فاخرة بإطلالات رائعة على جبال الريف وأزقة شفشاون الساحرة، كما تتزين أروقة الفندق بلوحات لفنانين محليين أمثال عدنان حقون، ما يعكس التزام المشروع بدعم المواهب الفنية في المدينة.

مرافق وخدمات تضاهي التوقعات

بفضل خبرته في السفر، حرص مالك الفندق على توفير خدمات تضاهي أفضل الفنادق العالمية.

يضم الفندق: مطعما يقدم أشهى المأكولات المغربية بلمسة عصرية، إلى جانب فضاء يقدم جلسات استرخاء تعكس روح الضيافة المغربية، ثم خدمات استثنائية تشرف عليها أياد عاملة كلها من أبناء المدينة.

ويقول صاحب الفندق: “نحن فخورون بتوظيف 40 أجيرا، مما يعني أننا ندعم 40 أسرة محلية. هذه الحركية الإيجابية تعني الكثير لنا، ونعمل أيضا على تجميل الحي من خلال صباغة الأزقة وتشجيع الفن المحلي”.

إقبال غير متوقع وتأثير اقتصادي إيجابي

لم يكن الإقبال الكبير على الفندق مفاجئا لصاحبه، إذ يقول: “في غضون تسعة أيام من افتتاحه، استقبلنا 200 حجز. التحدي الآن هو أن تبقى الخدمة في مستوى المنتوج، لأننا نريد أن نفتخر بكل ما نقدمه”.

قصة حب متجذرة

“تاج شفشاون” ليس مجرد فندق، بل قصة حب متجذرة في روح المدينة الزرقاء، ومشروع يحمل رؤية لتطوير السياحة المحلية بجودة استثنائية.

بفضل هذا المشروع، تفتح صفحة جديدة في شفشاون، حيث يلتقي التاريخ مع الحداثة، وينبض الشغف بالحياة في كل زاوية من الفندق.